للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} فأين النارُ؟ قال أرأيت الليل فالتبس كلُّ شيء فأين النهار؟ قال: "حيثُ شاء الله"، قال "فكذلك النارُ حيثُ شاء الله".

أقول: الجنة فوق السماء السابعة، وسطح كل محيط أعظم من قطره، فلا غرابة أن يكون عرض الجنة عرض السماوات والأرض، وإذا كانت الجنة فوق السماء السابعة فكيف يستبعد أن يكون هناك فراغ للنار في قلب هذا المحيط الهائل.

٢٥٧٦ - * روى الطبراني عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه قال: إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنباً فقرأهما واستغفر الله إلا غفر له {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

٢٥٧٧ - * روى الطبراني عن ابن عباس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً فرُدَّتْ رايتُه ثم بعث فرُدَّتْ ثم بعث فردت بغلول رأس غزالٍ من ذهبٍ فنزلت {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ}.

أقول: رد الرايات إشارة إلى عدم النصر وذلك بسبب ذنب الغلول الذي هو السرقة من الغنيمة.

٢٥٧٨ - * روى البزار عن ابن عباس قال في قوله تعالى {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} قال ما كان لنبي أن يتَّهِمه قوْمُهُ.

أقول: في هذا النص دليل على عصمة الرسل عليهم الصلاة والسلام فلا يجوز لمسلم أن يتهم نبياً بأي ذنب، والنص يشير إلى استحالة الغلول من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم أعظم من أن تتطلع أعينهم إلى شيء من الدنيا فضلاً عن أن يأخذوا شيئاً من الغنائم خفية مما لا يحل لهم (١).


٢٥٧٦ - الطبراني (المعجم الكبير) (٩/ ٢٤١).
مجمع الزوائد (٧/ ١١) وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
٢٥٧٧ - الطبراني (المعجم الكبير) (١٢/ ١٣٤).
مجمع الزوائد (٦/ ٣٢٨) وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.
٢٥٧٨ - كشف الأستار (٣/ ٤٣، ٤٤) سورة آل عمران.
مجمع الزوائد (٦/ ٣٢٨) وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>