للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سورة التوبة؟ فقال: بل هي الفاضحة، ما زالت تنزل (ومنهم)، (ومنهم) حتى ظنوا أن لا يبقى أحدٌ إلا ذُكِرَ فيها، قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: نزلتْ في بدر، قال: قلت: سورة الحشر؟ قال: نزلت في بني النضير.

وفي رواية (١): قلتُ لابن عباس: سورةُ الحشر؟ قال: قل: سورة النضير.

قال الحافظ: قوله: ما زالت تنزل، ومنهم، ومنهم، أي: كقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ}، {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ}، {وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ} وقوله: قل: سورة النضير، كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد: يوم القيامة، وإنما المراد به هنا: إخراج بني النضير.

٢٦٧٩ - * روى الشيخان عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أنَّ أبا بكرٍ بعثه في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل حجَّةِ الوداع، في رهْطٍ يُؤذِّنُون في الناس يوم النحر: أن لا يحجَّ بعد العام مشركٌ، ولا يطوف بالبيت عُرْيانٌ.

وفي رواية (٢): ثم أرْدَفَ النبيُّ بعليٍّ بن أبي طالب، فأمره أن يُؤذِّنَ بـ (براءةَ)، فقال أبو هريرة: فأذن مع في أهل مني ببراءة: أن لا يحجَّ بعد العام مُشركٌ، ولا يطوف بالبيت عُريانٌ.

وفي رواية (٣): ويومُ الحجِّ الأكبر: يومُ النحر، والحج الأكبر: الحجُّ، وإنما قيل: الحج الأكبر، من أجل قول الناس: لعمرة: الحج الأصغر، قال: فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحُجَّ في العام القابل الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم حجَّةَ الوداع مُشْرِكٌ.


(١) البخاري (٨/ ٦٢٩) نفس الموضع السابق.
٢٦٧٩ - البخاري (٣/ ٤٨٣) ٢٥ - كتاب الحج، ٦٧ - باب لا يطوف بالبيت عُريان ولا يحج مشرك.
مسلم (٢/ ٩٨٢) ١٥ - كتاب الحج، ٧٨ - باب لا يحج البيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
(٢) البخاري (٨/ ٣١٧، ٣١٨) ٦٥ - كتاب التفسير، ٣ - باب وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر.
(٣) البخاري (٦/ ٢٧٩) ٥٨ - كتاب الجزية والموادعة، ١٦ - باب كيف ينبذ إلى أهل العهد.
(رهطٌ) الرهط: الجماعة من الرجال: ما بين الثلاثة إلى التسع، ولا تكون فيهم امرأة.
(يؤذن) الإيذان: الإعلام.
(نبذ) الشيء: إذا ألقاه، ونبذتُ إليه العهد، أي: تحللتُ من عهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>