للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٢٠ - * روى الترمذي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) في قوله تعالى: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (١) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تشهدهُ ملائكةُ الليل وملائكةُ النهار".

وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، ويجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الصبح، يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قال ابن كثير: فعلى هذا تكون هذه الآية: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قد دخل فيها كل أوقات الصلوات الخمس. فمن قوله: {لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ} وهو ظلامه: أخذ الظهر والعصر والمغرب والعشاء. ومن قوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} يعني صلاة الفجر، وقد ثبتت السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تواتراً من أقواله وأفعاله بتفاصيل هذه الأوقات على ما هي عليه اليوم عند أهل الإسلام مما تلقوه خلفاً عن سلف وقرناً بعد قرن.

٢٧٢١ - * روى الشيخان عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه: قال: بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو يتوكَّأ على عسيبٍ - مرَّ بنفرٍ من اليهود، فقال بعضهم: سلوهُ عن الروح؟ وقال بعضهم: لا تسألوه لا يُسمِعْكم ما تكرهون، فقاموا إليه فقالوا: يا أبا القاسم، حدثنا عن الروح، فقام ساعةً ينظرُ، فعرفْتُ أنه يوحي إليه، فتأخَّرْتُ حتى صعد الوحيُ، ثم قال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (٢) فقال بعضهم لبعض: قد قلنا لكم: لا تسألوه.

قال ابن القيم: ليس المراد هنا بالأمر الطلب اتفاقاً، وإنما المراد به المأمور، والأمر


٢٧٢٠ - الترمذي (٥/ ٣٠٢) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ١٨ - باب ومن سورة بني إسرائيل وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(١) الإسراء: ٧٨.
٢٧٢١ - البخاري (٨/ ٤٠١) ٦٥ - كتاب التفسير، ١٣ - باب (ويسألونك عن الروح).
مسلم (٤/ ٢١٥٢) ٥٠ - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، ٤ - باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح ...
الترمذي (٥/ ٣٠٤، ٣٠٥) ٤٨ - كتاب تفسير القرآن، ١٨ - باب ومن سورة بني إسرائيل وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(عسيبُ) العسيبُ: سعف النخل، وأهل العراق يُسمونه: الجريد.
(٢) الإسراء: ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>