للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلاة والسلام وسأل مالكاً قائلاً: يا أبا عبد الله، استقبل القبلة وأدعو أم استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟ فقال الإمام مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى بل استقبل واستشفع به فيشفعه الله فيك. قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}. ذكر هذه القصة الإمام القاضي عياض في الشفا بإسناد صحيح والسيد السمهودي في خلاصة الوفا والعلامة القسطلاني في المواهب اللدنية والعلامة ابن حجر في الجوهر المنظم انظر كتاب الشفا للقاضي عياض (٢/ ٩٢) أو (٥٩٦) من طبعة محمد علي البجاوي، وشرح "الشفا" للمحدث ملا علي قاري (٣/ ٦٣٦). وثبت عن الإمام أحمد أنه قال: يستحب التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند القحط، مذكور في كتب الحنابلة في باب الاستسقاء ككتاب الإنصاف فيما ترجح من الخلاف. انظر الإنصاف (٢/ ٤٥٦).

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني يمدح النبي صلى الله عليه وسلم في قصيدة ويتوسل به: (١)

بباب جودك عبد مذنب كلف ... يا أحسن الناس وجهاً مشرقاً وقفا

بكم توسل يرجو العفو عن زلل ... من خوفه جفنه الهامي لقد ذرفا

وإن يكن نسبة يعزى إلى حجر ... فطالما فاض عذباً طيباً وصفا

والمدح فيك قصور عنكم وعسى ... في الخلد يبدل من أبياته غرفا

لا زال فيك مديحي ما حييت له ... فما أرى لمديحي عنك منصرفا


= الفرج ثنا أبو الحسن بن المنتاب ثنا يعقوب بن إسحاق ثنا محمد بن حميد قال وذكر الحكاية.
قال ابن تيمية: وهذه الحكاية منقطعة بين محمد بن حميد وبين مالك فإنه لم يدركه في زمن المنصور، فإن أبا جعفر المنصور توفي بمكة سنة ثمان وخمسين ومائة وتوفي مالك سنة تسع وتسعين ومائة وولد ابن حميد سنة ثمان وأربعين ومائة ولم يرحل من بلده في طلب العلم إلا وهو كبير مع أبيه، وهو مع هذا ضعيف جداً فقد كذبه أبو زرعة وابن دارة وصالح جزرة، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال ابن شيبة (أي يعقوب): كثير المناكير، ثم قال ابن تيمية: فضلاً عن وجود من لا يعرف في الإسناد، ثم قال أيضاً: ومن وجوه الطعن فيها كون أحد من أصحاب مالك لم يذكرها، وقال: وأصحاب مالك متفقون على أنه ليس بمثل هذا النقل يثبت عن مالك مسألة في الفقه، وأطال في رد القصة إسناداً ومتناً فليراجع كلامه فإنه مفيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>