للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية (١) الترمذي: "سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق .. " الحديث، وهو حديث حسن وضعفه بعضهم بغير حجة.

وذلك أنه قال: رواه أبو داود والترمذي والحاكم من طريق عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه عن خزيمة عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص وذكر الحديث ... ثم قال من ضعفه: إن فيه علتين: الأولى أن خزيمة مجهول، الثانية: أن الساجي حكى عن أحمد أن سعيد بن أبي هلال اختلط ثم قال: فأنى للحديث الصحة أو الحسن؟

ونقول: أما خزيمة هنا المجهول فلا ذكر له في السند عند الحاكم راجع الحاكم (١/ ٥٤٧ - ٥٤٨) وللحديث بهذه الطريق متابعة عند ابن حبان (موارد الظمآ، ٥٧٩/ ٢٣٣٠) وصرح البزار برواية سعيد بن أبي هلال عن عائشة وروى لها حديثين كذلك منها هذا الحديث.

أما سعيد بن أبي هلال فإنه ثقة أخرج له الجماعة، وثقه جماعة من العلماء انظر التهذيب (٤/ ٩٤). ثم للحديث شواهد أخرى منها ما هو عند ابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٣٩١) وانظر رسالة وصول التهاني بإثبات سنية السبحة.

هذا وقد صحح الحديث الحاكم ووافقه الذهبي، وقال صاحب (عون المعبود ١/ ٥٥٥) عن الحديث: وهذا أصل صحيح لتجويز السبحة بتقريره صلى الله عليه وسلم فإنه في معناها إذ لا فرق بين المنظومة والمنثورة فيما يعد به، ولا يعتد بقول من عدها بدعة ا. هـ.

وقال في (نيل الأوطار ٢/ ٣٥٨ - ٣٥٩) (والحديث يدل على جواز عد التسبيح بالنوى والحصى وكذا بالسبحة لعدم الفارق، لتقريره صلى الله عليه وسلم، وعدم إنكاره، والإرشاد إلى ما هو أفضل لا ينافي الجواز، وقد وردت بذلك آثار- وذكرها- ثم قال: قال السيوطي: ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخف المنع من جواز عد الذكر بالسبحة بل كان أكثرهم يعدونه بها ولا يرون ذلك مكروهاً انتهى كلام السيوطي. وفي الحديث فائدة: أن الذكر


(١) الترمذي (٥/ ٥٦٢، ٥٦٣) ٤٩ - كتاب الدعوات، ١١٤ - باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذه دبر كل صلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>