للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الإثنين؟ فقال: فيه ولدت، وفيه أنزل عليَّ".

قال ابن الأثير (فغضب رسول الله) يشبه أن يكون غضب رسول الله من مسألته إياه عن صومه كراهية أن يقتدي به السائل في ذلك فيعجز عنه ويسأمه ويمله، أو أنه يفعله فيكون من غير نية وإخلاص، فقد "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل وينهى أمته عن الوصال" وقد ترك بعض النوافل خوفاً من أن تقتدي به أمته فيعجزوا.

قال ابن الأثير (وددت أني طوقت) يقول: ليتني طوقت هذا الأمر، أي: لتيه جعل داخلاً في طاقتي وقدرتي، ولم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن ذلك غير مطيق له لضعف فيه، ولكنه يحتمل أنه إنما خاف العجز عنه للحقوق التي تلزمه لنسائه، لأن ذلك يخل بحظوظهن منه.

أقول: قوله عليه السلام: "ذلك يوم ولدت فيه وفيه أنزل علي": يدل على أن يوم ميلاده من أيام الله، والله تعالى قال في القرآن: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} ومن ها هنا أخذ بعضهم فكرة تعظيم يوم المولد واعتبروا هذا الحديث دليلاً يدل على الجواز!!

٣٩٠٧ - * روى مالك عن بن أنس (رحمه الله) أنه سمع أهل العلم يقولون: "لا بأس بصيام الدهر إذا أفطر الأيام التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامها، وهي: أيام منى، ويوم الأضحى، ويوم الفطر فيما بلغنا، وذلك أحب ما سمعت إلي في ذلك".

٣٩٠٨ - * روى البخاري عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: "كان أبو طلحة قلما يصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأيته مفطراً إلا يوم فطر أو أضحى".

- فائدة: علقنا على قوله عليه السلام (هجمت له العين ونفهت له النفس) على أنه مظهر من مظاهر مراعاة الإسلام لمطالب الجسد وتلاؤمه مع النفس البشرية، وهذا موضوع كبير


(١) مسلم: الموضع السابق.
٣٩٠٧ - الموطأ (١/ ٣٠٠) ١٨ - كتاب الصيام، ١٢ - باب صيام يوم الفطر.
٣٩٠٨ - البخاري (٦/ ٤٢) ٥٦ - كتاب الجهاد، ١٩ - باب من اختار الغزو على الصوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>