للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مقدمة]

ذكر الله عز وجل قوله تعالى: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (١) بين آيات الإنفاق في سورة البقرة وفي ذلك إشارة إلى أن من الحكمة أن يضع الإنسان الصدقات مواضعها، وصدقة الفطر لها أهمية خاصة في الإسلام، لذلك كانت في الواجبات وهي تتكرر سنوياً، وتجب على كل من ملك النصاب عن نفسه وأولاده الصغار وعبيده وإمائه صبيحة عيد الفطر ولو لم يحل على النصاب الحول عند الحنفية، وأوجبها بعضهم على من ملكها وملك قوته وقوت عياله ليومه وليلته.

وهي تؤدي دورها الذي شرعت من أجله ولو أنفقت عفوياً، ولكن لو أنها نظمت فإنها تؤدي دوراً أعظم في خدمة الفقراء والمحتاجين. فلو أن مؤسسة خيرية قامت في كل حي وفي كل قرية فنظمت جمع الزكوات وصدقة الفطر والأضاحي ونظمت توزيعها فلعله يكون في ذلك خير كثير، مع ملاحظة أن وجود هذه المؤسسات لا يلغي حق صاحب الزكاة وصدقة الفطر والأضحية في أن يوزع ما وجب عليه على من يستحق ذلك، فكثيراً ما يفطن الأفراد لما لا تفطن له المؤسسات، كما أنه كثيراً ما تفطن المؤسسات لما لا يفطن له الأفراد.


(١) البقرة: ٢٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>