للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بشيء، حتى لقيتُ شيخاً يُقال له: زياد بن جارية التميمي، فقلت له: هل سمعت في النفل شيئاً؟ قال: نعم، سمعت حبيب بن مسلمة الفهري يقول: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل الربع في البدأة، والثلث في الرجعة.

وفي رواية (١) مختصراً، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنفلُ الثلث بعد الخُمسِ".

وفي أخرى (٢): "كان يُنفلُ الربع بعد الخمس والثلث بعد الخمس إذا قفل".

قال الخطابي: قال ابن المنذر: إنما فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين البدأة والقفول، لقوة الظهر عند دخولهم، وضعفه عند خروجهم، لأنهم وهم داخلون أنشط وأشهى للسير والإمعان في بلاد العدو، وهم عند القفول أضعف، لضعف دوابهم وأبدانهم، وهم أشهى للرجوع، فزادهم في القفول لذلك.

قال الخطابي: وكلام ابن المنذر في هذا ليس بالبيِّن، لأن فحواه يوهم أن معنى الرجعة: هو القفول إلى أوطانهم، وليس المعنى كذلك، إنما البدأة: هي إبتداء سفرٍ لغزو، فإذا نهضت سريةٌ من جملة العسكر نفلها الربع، فإن قفلوا من الغزاة ثم رجعوا، فأوقعوا بالعدو ثانية، كان لهم الثلث من الغنيمة، لأن نهوضهم بعد القفول أشق عليهم وأخطر.

٥٠٣١ - * روى الترمذي عن عُبادة بن الصامت (رضي الله عنه) قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنفِّلُ في البدأة الرُّبع".


(١) (٣/ ٧١) الموضع السابق نفسه.
(٢) الموضع السابق نفسه.
(النفل) بفتح الفاء وقد تُسكن: الزيادة، وهو ما يخُص به رئيس الجيش بعض الغُزاة على نصيبه من المغنم.
(فغربلتها) أي: كشفتُ حال من بها وخبرتهم، كأنه جعلهم في غربال، ففرق بني الجيد والرديء.
(الربع في البدأة) بدأة الأمر: أوله ومبتدؤه، وهي في الأصل: المرة من البدء، والمعنى: كان إذا نهضت سريةً من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت، نفلها الربع مما غنمتْ، وإذا فعلتْ ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث، لأن الكرة الاثنية أشقُّ، والخطر فيها أعظم.
٥٠٣١ - الترمذي (٤/ ١٣٠) ٢٢ - كتاب السير، ١٢ - باب في النفل.
وحسنه، هو كما قال: وذكر أن الباب عن ابن عباس وحبيب بن مسلمة، ومعن بن يزيد، وابن عمر وسلمة بن الأكوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>