للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: "لكني أنا أقومُ وأنامُ، وأصومُ وأفطرُ، فقمْ ونم، وصم وأفطر" - وكر الصوم نحو ماتقدم، وقال: "اقرإ القرآن في شهرٍ"، ثم انتهى إلى خمس عشرة، وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك.

وأخرج الترمذي (١) طرفاً من هذه الروايات، وهو قوله: "أفضلُ الصوم صومُ أخي داود، كان يُصوم يوماً ويُفطرُ يوماً، ولا يفرُّ إذا لاقى".

ولقلةِ ما أخرج منه لم نُعْلِمْ عليه علامته.

وقد أخرج البخاري (٢) ومسلم (٣) وأبو داود (٤) والنسائي (٥) هذا الحديث مختصراً


(١) الترمذي (٣/ ١٤٠) ٦ - كتاب الصوم، ٥٧ - باب ما جاء في سرد الصوم.
(٢) البخاري (٦/ ٤٥٥) ٦٠ - كتاب أحاديث الأنباء، ٣٨ - باب أحب الصلاة إلى الله ... إلخ.
(٣) مسلم (٢/ ٨١٦) ١٣ - كتاب الصيام، ٣٥ - باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به ... إلخ.
(٤) أبو دود (٢/ ٣٢٧) كتاب الصوم، باب في صوم يوم وفطر يوم.
(٥) النسائي (٣/ ٢١٤) ٢٠ - كتاب قيام الليل وتطوع النهار، ١٤ - ذكر صلاة بني الله داود عليه السلام بالليل.
(بحسبك) أحسبه هذا الأمر يحسبه: إذا كفاه.
(هجمت العين): إذا غارت ودخلت في نُقرتها من الضعف والمرض.
(نفهت) النفس: إذا أعيت وكلت.
(ذات حسب) الحسبُ: ما يعده الرجل من مفاخر آبائه، ويقال: حسبه: دينه، ويقال: ماله وقيل: الحسب يكون في الرجل ون لم يكن له آباء لهم شرف.
(كنته) الكنةُ: امرأة الابن أو الأخ.
(بعلها) بعل المرأة: زوجها.
(كنفاً) لم يفتش لنا كنفاً.
الكنف: الجانب، أرادت: أنه لم يقر بها، ولم يستعلم لها حالات خفيت عنه.
(فوقع بي) وقع بي فلان: إذا لامك وعنفك، أماوقعت فيه، فهو من الوقيعة، وهي الغيبة.
(فعضلتها) العضل: المنع، والمراد: أنك لم تعاملها معاملة الأزواج لنسائهم ولاتركتها بنفسها لتتزوج، وتتصرف في نفسها كما تريد.
الباء في "بحسبك" زائدة، ومعناه أن صوم الثلاثة الأيام من كل شهر كافيك.
(لا يفر) أي: إذا لاقى العدو، أي: لا يهرب من قتال الكفار.
(من لي) أي: من يكفل لي بهذه الخصلة التي لداود عليه السلام، لاسيما عدم الفرار والصبر والثبات عند لقاء العدو.
(الزور): الزائرون، يقال: رجل زائر، وقوم زور، وزوار مثل مسافر وسفر وسفار، ونسوة زور أيضاً، وزور - مثل نوم ونوح ٠ زائرات صحاح.
"فإذا ذلك" روى "إذاً" بالتنوين، وبلفظ "إذا" التي للمفاجأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>