للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية للبخاري (١) وأبي داود (٢) نحوه، وفيه: "فجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون".

اللهم لا خير إلا خير الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة

قال الحافظ: وفي الحديث جواز التصرف في المقبرة المملوكة بالهبة والبيع، وجواز نبش القبور الدراسة إذا لم تكن محترمة، وجواز الصلاة في مقابر المشركين بعد نبشها وإخراج ما فيها، وجواز بناء المساجد في أماكنها، قيل وفيه جواز قطع الأشجار المثمرة للحاجة أخذاً من قوله "وأمر بالنخل فقطع" وفيه نظر لاحتمال أن يكون ذلك مما لا يثمر إما بأن يكون ذكوراً وإما أن يكون طرأ عليه ما قطع ثمرته، ا. هـ (الفتح ١/ ٥٢٦).

١٣٨٧ - * روى البخاري عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما، ولابنه علي: "انطلقاً إلى أبي سعيد، فاسمعا من حديثه، فانطلقنا، فإذا هو في حائط يصلحه، فأخذ رداءه فاحتبى، ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى على ذكر بناء المسجد، فقال: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل ينفض التراب عنه ويقول: ويح عمار، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار، قال: ويقول عمار: أعوذ بالله من الفتن".

١٣٨٨ - * روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان سقف المسجد من جريد النخل، فأمر عمر في خلافته ببناء المسجد وقال: أكن الناس من المطر، وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس".

أقول: تزيين المساجد ونقشها لا حرج فيه، وتورع عمر عن ذلك من سياسته في الأخذ بعزائم الأمور، والقرب من الفطرة، والبعد عن التكلف، وبعض الفقهاء بنوا على ذلك كراهة تزيين المساجد كما أخذوه من النصوص التي تذكر أن ذلك من علامات الساعة،


(١) البخاري (١/ ٥٢٤) ٨ - كتاب الصلاة، ٤٨ - باب هل تنبس قبور مشركي الجاهلية.
(٢) أبو داود (١/ ١٢٤) كتاب الصلاة، ١١ - باب في بناء المساجد.
١٣٨٧ - البخاري (١/ ٥٤١) ٨ - كتاب الصلاة، ٦٣ - باب التعاون في بناء المساجد.
١٣٨٨ - البخاري (١/ ٥٣٩) ٨ - كتاب الصلاة، ٦٢ - باب بنيان المسجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>