للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان (١) حُدَّاث (٢) الأسنان سفهاء (٣) الأحلام يقولون من خير قول البرية (٤)، (لا) (٥) يجاوز إيمانهم حناجرهم،


=الهروي: وبفتحها لغة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالفتح وحده قالها الأصمعي وغيره، وحكى يونس فيها الوجهين، ووجها ثالثاً: "خُدَعة" بالضم وفتح الدال، ورابعًا: "خَدَعة" بفتحهما، فمن قال خَدْعة -بفتح الخاء وسكون الدال- أي: ينقضي أمرها بخدعة واحدة، أي: من خُدع فيها خدعة زلت قدمه ولم يُقل، فلا يؤمن شرها، وليتحفظ من مثل هذا. ومن قاله بضم أولها وسكون ثانيها فمعناه: أنها تخدع أهل الحرب ومباشريها، ومن قاله بضم الأول وفتح الثاني فمعناه: أنها تخدع من اطمأن إليها، وأن أهلها كذلك. ومن فتحهما بهذا المعنى، أي: أهلها بهذه الصفة فلا يطمأن إليهم، فحذف أهلها وأقام الحرب مقامهم، كما قال: (وَسْئَل القرية) وخَدَعة جمع: خادع، وقد يرجع خدعة إلى صفة الحرب نفسها، أي: أن أمورها وتدبيراتها كذلك، وأصل الخداع: إظهار خلاف ما يكتم، ومنه خبر الذي كان يُخدع في البيوع، أي: يُكتم عيوب ما يشتري أو قيمته. مشارق الأنوار (١/ ٢٣١).
(١) وهذا قد يخالف حديث أبي سعيد الخدري الآتي رقم (٦٣١٧) ويمكن الجمع بأن المراد بآخر الزمان: زمان النبوة؛ فإن في حديث سفينة المخرج في السنن وصحيح ابن حبان وغيره مرفوعًا "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تصير ملكًا". وكانت قصة الخوارج وقتلهم بالنهروان في أواخر خلافة علي سنة ثمان وعشرين بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -. فتح الباري (١٢/ ٣٠٠).
(٢) بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين، وبعد الألف مثلثة، أي: شبان صغار السن، ولأبي ذر عن الكشميهني: أحداث الأسنان. إرشاد الساري (١٠/ ٨٥).
(٣) في "الأصل": سماه. وسفاه وسفهاء جمع سفيه، لكن الرواية في صحيح البخاري: "سفهاء" والأحلام: جمع الحلم -بكسر الحاء المهملة- وهو العقل، أي: عقولهم رديئة. إرشاد الساري (١٠/ ٨٥).
(٤) البريَّة -بتشديد التحتية-: الناس، قيل: المراد من قول خير البرية، أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو من باب المقلوب، وقال في الكواكب أي: خير أقوال الناس أو خير من قول البرية يعني: القرآن. قال في العمدة: فعلى هذا ليس بمقلوب، والمراد القول الحسن في الظاهر والباطن على خلاف ذلك. إرشاد الساري (١٠/ ٨٥).
(٥) في "الأصل": لم. والمثبت من صحيح البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>