للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحرورية: هل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرها؟ قال: لا أدري مَنْ الحرورية، ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يخرج في هذه الأمة -ولم يقل منها- قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، فيقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم -أو حناجرهم (١) - يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، فينظر الرامي إلى سهمه، إلى نصله، إلى رصافه (٢)، فيتمارى في الفوقة (٣) هل علق بها من الدم شيء".

أخرجاه (٤)، واللفظ لمسلم.

٦٣١٧ - وعن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: "بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يَقسم (٥) جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله. فقال: ويلك، من يعدل إذا لم أعدل؟ قال عمر بن الخطاب: (ائذن لي فأضرب) (٦) عنقه. قال: دعه فإن له أصحابًا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى قذذه (٧) فلا يوجد فيه شيء، (ثم ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم


(١) قال القاضي: فيه تأويلان: أحدهما: معناه لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما تلوا منه، ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق، إذ بهما تقطيع الحروف. والثاني: لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل. شرح صحيح مسلم (٥/ ١٨).
(٢) بكسر الراء، هي العقبة التي تلوى على مدخل النصل من السهم. مشارق الأنوار (١/ ٢٩٣).
(٣) الفُوق -بضم الفاء- موضع الوتر من السهم، وقد يُعبر به عن السهم نفسه، يقال: فوق وفوقة. مشارق الأنوار (٢/ ١٦٥).
(٤) البخاري (١٢/ ٢٩٣ - ٢٩٦ رقم ٦٩٣١)، ومسلم (٢/ ٧٤٣ - ٧٤٤ رقم ١٠٦٤/ ١٤٧).
(٥) بفتح أوله من القسمة، كذا هنا بحذف المفعول، ووقع في رواية الأوزاعي: "يقسم ذات يوم قسمًا". فتح الباري (١٢/ ٣٠٥).
(٦) هذه رواية أبي ذر، ولغيره: دعني أضرب. إرشاد الساري (١٠/ ٨٧).
(٧) القُذَذ: ريش السهم، واحدتها قذة. النهاية (٤/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>