للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أسْأَلُكَ غَيرَها» (١). وفي كتابِ اللهِ تعالى: {قَال فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْويَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} (٢). الثاني، ما هو صِفَةٌ للذَّاتِ، إلَّا أنَّه يُعَبَّرُ به عن غيرِها مَجازًا، كعِلْمِ اللهِ وقُدْرَتِه، فهذه صِفَةٌ للذَّاتِ لم يَزَلْ مَوْصُوفًا بها، وقد تُسْتَعْمَلُ في المَعْلُومِ والمَقْدُورِ اتِّساعًا (٣)، كقولِهم: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لنا عِلْمَك فينا. ويقالُ: اللَّهُمَّ قد أرَيتَنا قُدْرَتَك، فأَرِنَا عَفْوَكَ. ويُقالُ: انْظُرُوا إلى قُدْرَةِ اللهِ. أي مَقْدُورِه. فمتى أقْسَمَ بهذا، كان يَمِينًا. وبهذا قال الشافعيُّ. وقال أبو حنيفةَ: إذا قال: وعِلْمِ اللهِ. لا يكونُ يَمِينًا؛ لأنَّه يَحْتَمِلُ المَعْلُومَ. ولَنا، أنَّ العِلْمَ من صِفاتِ الله تعالى، فكانتِ اليَمِينُ به يَمِينًا مُوجِبَةً للكَفَّارَةِ، كالعَظَمَةِ، والعِزَّةِ، والقُدْرَةِ، ويَنْتَقِضُ ما ذَكَرُوه بالقُدْرَةِ، فإنَّهم قد سَلَّمُوها، وهي قَرِينَتُها. فأمَّا إن نوَى القَسَمَ بالمَعْلُومِ والمَقْدُورِ، احْتَمَلَ أن لا يكونَ يَمِينًا. وهو قولُ أصحابِ الشافعيِّ؛ لأنَّه نَوَى بالاسمِ غيرَ صِفَةِ اللهِ تعالى، مع احْتِمالِ اللَّفْظِ ما


= الأيمان، وفي: باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، من كتاب التوحيد. صحيح البخاري ٦/ ١٧٣، ٨/ ١٦٨، ٩/ ١٤٣: ولم يرد في الموضع الأول: «وعزتك».
كما أخرجه الترمذي، في: باب ومن سورة ق، من أبواب التفسير. عارضة الأحوذي ١٢/ ١٥٩، ١٦٠. والإمام أحمد، في: المسند ٣/ ١٣٤، ١٤١، ٢٣٤.
(١) أخرجه البخاري، في: باب الصراط جسر جهنم، من كتاب الرقاق، وفي: باب الحلف بعزة الله وصفاته وكلماته، من كتاب الأيمان، وفي: باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} تعليقًا، من كتاب التوحيد. صحيح البخاري ٨/ ١٤٨، ١٦٧، ١٦٨، ٩/ ١٤٣. ومسلم، في: باب معرفة طريق الرؤية، من كتاب الأيمان. صحيح مسلم ١/ ١٦٦. والإمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٧٦، ٢٩٣، ٥٣٤، ٣/ ٢٧.
(٢) سورة ص ٨٢.
(٣) في م: «أقساما».