للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

انْقطَعَ سَهْمُ هؤلاء. وهو أحدُ أقْوالِ الشافعىِّ؛ لِما رُوِى أنَّ مُشركًا جاء يَلْتَمِسُ مِن عُمَرَ مالًا فلم يُعْطِه، وقال: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} (١). ولأنَّه لم يُنْقَلْ عن عُثْمانَ ولا علىٍّ أنَّهم أعْطَوْهم شيئًا مِن ذلك، ولأنَّ اللَّهَ تعالى أظْهَرَ الإِسْلامَ وقَمَع المُشْرِكِين، فلا حاجَةَ بنا إلى التَّأْلِيفِ عليه. ولَنا، قولُ اللَّهِ تعالى: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} (٢). وهذه الآيةُ في سورةِ بَراءة، وهى مِن آخِرِ ما نَزَل مِن القرآنِ، وقد ثَبَت أنَّ النبىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أعْطى المُؤَلَّفَةَ مِن المُشْرِكِين والمسلمين (٣). وأعْطى أبو بكرٍ، رَضِىَ اللَّهُ عنه، عَدِىَّ بنَ حاتمٍ، حينَ قَدِم عليه مِن الصَّدَقَةِ بثلاِثمائةِ جَمَلٍ، ثَلاثين بَعِيرًا (٤). ومُخالَفَةُ كتابِ اللَّهِ تعالى، وسُنَّةِ رسولِه،


(١) سورة الكهف ٢٩.
وأخرجه ابن جرير بنحوه في تفسيره ١٤/ ٣١٥.
(٢) سورة التوبة ٦٠.
(٣) أخرجه البخارى، في: باب قوله: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}، من كتاب التفسير. صحيح البخارى ٦/ ٨٤. ومسلم، في: باب إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام. . .، من كتاب الزكاة. صحيح مسلم ٢/ ٧٣٨. والترمذى، في: باب ما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم، من أبواب الزكاة. عارضة الأحوذى ٣/ ١٧١. والنسائى، في: باب المؤلفة قلوبهم، من كتاب الزكاة. المجتبى ٥/ ٦٥.
(٤) أخرجه البيهقى عن الشافعى بدون إسناد. السنن الكبرى ٩/ ١٧، ٢٠. وانظر إرواء الغليل ٣/ ٣٧٠.