للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا حُكْمُ الْأُمَّهَاتِ حُكْمَ الْآبَاءِ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ أَحْكَامِهِمْ (١).

وما نَصَّ عليه -رضي اللَّه عنه- هو المشهورُ، وفيهِ وجهٌ يُنسب إلى الكَرَابِيسي (٢) بالتَّحرِيم (٣).

وقيل: إنه مخرَّج.

وقد سَبَقَ في النَّجاساتِ أنَّ ابنَ الصَّباغ قال: إنَّه نجسٌ يحرُمُ شربُهُ (٤)، وهو خلافُ مقتضى حكايتِهِ (٥) عن الشافِعِيِّ -رضي اللَّه عنه- وهي: أنَّه حَضَرَ رجلٌ عندَ الرَّشِيدِ له لَبَنٌ أَرْضَعَ منه، ولم يُنكِر ذلك الشافِعِيُّ (٦).


(١) في "ب، ل، ز": "أحكامهن" والمثبت من الأم.
(٢) الكرابيسي أبو على الحسين بن عليّ بن يزيد العلامة، فقيه بغداد، أبو علي الحسين بن عليّ بن يزيد البغدادي، صاحب التصانيف. كان من بحور العلم، ذكيًّا، فطنًا، فصيحًا، لسنًا. تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره، إلا أنَّه وقع بينه وبين الإِمام أَحْمد، فهجر لذلك، وهو أول من فتق اللفظ، ولما بلغ يحيى بن معين أنَّه يتكلم في أَحْمد، قال: ما أحوجه إلى أن يضرب، وشتمه. قال حسينٌ في القرآن: لفظي به مخلوقٌ، فبلغ قوله أَحْمد، فأنكره، وقال: هذه بدعةٌ. فأوضح حسينٌ المسألة، وقال: تلفظك بالقرآن -يعني: غير الملفوظ-. وقال في أَحْمد: أي شيء نعمل بهذا الصبي؟ إن قلنا: مخلوقٌ، قال: بدعةٌ، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعةٌ. فغضب لأحمد أصحابه، ونالوا من حسين.
راجع: تاريخ بغداد ٨/ ٦٤، ٦٧، طبقات الفقهاء للشيرازي ٨٣، وفيات الأعيان ٢/ ١٣٢، ١٣٣، ميزان الاعتدال ١/ ٥٤٤، طبقات الشافعية للسبكي ٢/ ١١٧/ ١٢٦.
(٣) نقله النووي في "الروضة" (٩/ ٣) والعمراني في "البيان" (١١/ ١٥٦).
(٤) يعني قياسًا على الميتة كما في "البيان" (١١/ ١٥٦) للعمراني.
(٥) في (ب): "حكاية".
(٦) نقل العمراني في "البيان" (١١/ ١٥٧) هذه الحكاية فقال: وحكي عن الشافعي: أنَّه قال: (رأيت رجلًا يرضع في مجلس هارون الرشيد) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>