للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عربيًا حكم يحصل له بإفادته لمعناه، وتسمية البقر (١) بالأسود مع نقط بيض فيه وتسمية الشِّعر بالفارسي مع كلمات عربية فيه مجاز لجواز (٢) الاستثناء لكنه عربي لقوله تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا} (٣) وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} (٤).

فإن قيل: هذا يقتضي كون هذه الألفاظ موضوعة لما استعملته (٥) العرب فيه فلم تتناول محل النزاع.

سلمناه: لكن القرآن حقيقة في بعض الكتاب أيضًا لوجوه:

أ- لو حلف لا يقرأ القرآن حنث بالبعض (٦).

ب- القرآن مشتق من القراءة والقرء وهو الجمع وأنه حاصل في البعض والخارج عن الكتاب لا يسمى به للعرف.

جـ - يقال هذا كل القرآن وهذا بعض القرآن والتكرار والنقص خلاف الأصل.

د- أنه تعالى أراد بالقرآن المذكور في سورة يوسف نفسها، فلا يلزم من عربية القرآن عربية كل الكتاب، ويدل عليه أن الحروف في أوائل السور غير عربية والمشكاة (٧) حبشية والأستبرق (٨) والسجيل (٩) فارسيان، والقسطاول (١٠) رومي.


(١) وفي "أ" الثور بدل البقر طبقًا للمحصول.
(٢) وفي "ب" مجازان.
(٣) [الزمر: ٢٨].
(٤) [إبراهيم آية: ٤].
(٥) وفي "د، هـ" استعملتها.
(٦) قال الأسنوي رحمه الله في نهاية السول ١/ ٢٥٣ عند ذكره هذا الدليل. واعلم أن ما ذكره من
الحنث ممنوع. فقد نص الشافعي على ما حكاه الرافعي في أبواب العتق أنه لو قال لعبده: إن قرأت القرآن فأنت حر لا يعتق إلا بقراءة الجميع.
(٧) المشكاة: الكوة. قال الآمدي في الأحكام وابن الحاجب في المختصر أن المشكاة هندية.
(٨) الأستبرق: الديباج الغليظ.
(٩) السجيل: الحجر المصنوع من الطين.
(١٠) القسطاس: الميزان.

<<  <  ج: ص:  >  >>