للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللفظ وقول عمر رضي الله عنه: (زوَّرتُ في نفسي كلامًا) (١).

وقول الأخطل (٢):

إنَّ الكلامَ لفي الفؤادِ وإنما ... جُعل اللسان على الفؤادِ دليلا (٣)

ب- لو سميت الألفاظ كلامًا لكان كونها معرفات لما في النفس والكتابة والإِشارة كذلك.

والجواب عن:

أ- إن الشهادة هي الِإخبار عن الشيء مع العلم (٤) به. وقوله زوَّرتُ أي قدرت. ولا يلزم منه كونه في النفسِ، كما يقال قدرت في نفسي دارًا وبناءً. ولا نسلم كون الشَّاعر عربيًا. سلمناه: لكنه محمول على المقصود من الكلام.

ب- منع القياس في اللغة.

فرعٌ: الأمر اسم لمطلق اللفظ (٥) لا للفظ العربي. إذ العربي يسمي الفارسيّ إذا أتى بلفظ يدل على ذلك الترجيح بلغته آمرًا وأما أنَّه لمطلق اللفظ (٥) الدال على أي ترجيحٍ فيعرف من أن الأمر للوجوب أو ليس.


(١) قول عمر رضي الله عنه قاله في سقيفة بني ساعدة التي اجتمع المهاجرون والأَنْصار فيها بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لاختيار من يخلفه وفي البُخَارِيّ بلفظ هيأت كلامًا ومعنى زوَّرت. حسَّنت انظر فتح الباري ٧/ ٢٠ - ٣٠.
(٢) هو غياث بن غوث التغلبي النصراني ويكنى أَبا مالك. شاعر عبد الملك بن مروان انظر ترجمته في مقدمة ديوانه لأنطون صالحاني المطبوع في اليسوعية ببيروت والشعر والشعراء ١/ ٤٨٣.
(٣) البيت المذكور لا وجود له في ديوانه. واشتهر هذا البيت عند علماء الأشاعرة اشتهارًا منقطع
النظير وتناقلوه في كتبهم الكلامية والنحوية.
(٤) وتكذيب الله لهم كان لادعائهم أنَّهم شاهدون.
(٥) سقط من"أ" من مطلق اللفظ إلى مطلق اللفظ في السطر الثاني وفي "ب" الساقط قريب من هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>