للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

.......... قول لبيد (١): (وكلُّ نعيم لا محالةَ زائل) (٢)

بقوله (نعيم أهل الجنّة لا يزول) وإنما يصح تكذيبه لو أفاد العموم.

تذنيب (٣): النكرة في النفي للعموم لوجوه:

أ - قوله أكلت اليوم شيئًا يناقضه قوله: ما أكلت اليوم شيئًا. ونقيض الجزئي كلي.

ب - قوله تعالى: {قُلْ (٤) مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى} (٥). لما قالت اليهود (وما أنزل الله على بُشر من شيء) ولو لم يكن الثاني للعموم، لما كان الأول مكذبًا له.

ج - لولا عمومها لما كان قوله) (٦): لا إله إلَّا الله نفيًا للآلهة بأسرها سوى الله تعالى. وأما النكرة في الإِثبات إن كانت خبرًا لم تفد العموم، وإن كانت أمرًا أفادته عند الأكثر، للخروج عن العهدة بكل واحدة.


= مات من المهاجرين، ودفن بالبقيع، ولما توفي إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الحق بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون انظر الإصابة ٢/ ٤٥٧.
(١) لبيد بن ربيعة بن مالك العامري أَحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية من أهل نجد.
يعد صحابيًا من المؤلفة قلوبهم، سكن الكوفة، وتوفي بها سنة ٤١ هـ، وهو أحد أصحاب المعلقات، ولم يقل في الإسلام إلَّا بيتًا واحدًا من الشعر انظر: خزانة الأدب للبغدادي ١/ ٣٣٧ - ٣٣٩، الشعر والشعراء ٢٣١ - ٢٤٣، الأعلام ٦/ ١٠٤، جمهرة أشعار العرب ٣٠ طُبع ديوانه وترجم للألمانية.
(٢) هذا عجز بيت صدره: "ألا كل شيء ما خلا الله باطل" وهذه القصة وردت مطولة في سيرة ابن
هشام ١/ ٣٩١، وفي خزانة الأدب ٢/ ٢٢١، طبع السلفية. ورد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة مرفوعًا أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وفي رواية أصدق كلمة قالها العرب.
(٣) التذنيب: هو جعل شيء عقيب شيء لمناسبة بينهما. (تعريفات الجرجاني ص ٤٨) وفي "ب" ترتيب بدل التذنيب، وهو تصحيف.
(٤) سقط من "ب" قل.
(٥) [الأنعام: ٩١].
(٦) وفي "ب، د" (قوله) بدل (قولنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>