للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل كان عليه السلام أوسط قريش نسباً. قال الشاعر: (هم وسطٌ يرضى الأنام بحكمهم) (١) وقال الجوهري (٢) في الصحاح (٣): {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} (٤). أي عدولًا، ولأن الوسط هو البعد عن الطرفين، فالبعد عن طرفي الإفراط والتفريط المذمومين (٥) وسط. فهو فاضل. ولهذا سمي الفاضل في كل شيء وسطاً.

قوله: عدالة العبد فعله. قلنا: بل فعل الله تعالى عندنا.

جـ- أنه قيل: لا صغيرة إلا بالنسبة ومن سلمها قال: الله تعالى يعلم الظاهر والباطن فحكمه بالعدالة يقتضي المطابقة، بخلاف شهود الحاكم إذ لا يعلم الباطن.


= مجهول، عن علي مرفوعاً وهو عند ابن جرير في التفسير من قول مطرف بن عبد الله ويزيد بن مرة الجعفي (انتهى الزبيدي).
ققلت: فتشت عليه ولم أجده ووجدته في الدر المنثور للسيوطي ٤/ ١٧٩ وعزاه للبيهقي.
وللديلمي عن ابن عباس مرفوعاً: "خيرُ الأعمال أوسطها" في حديث أوله: داوموا على أداء الفرائض وقد عزاه صاحب تيسير الوصول إلى جامع الأصول إلى رزين. انظر إتحاف السادة المتقين بشرح أسرار إحياء علوم الدين للزبيدي ٧/ ٣٣٦، والإحياء ٣/ ٥٦، والدر المنثور ٤/ ١٧٩.
(١) هذا صدر بيت لزهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي الحكيم وعجزه:
(إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم).
(٢) هو إسماعيل بن حمال الجوهري الفارابي أبو نصر، توفي سنة ٣٩٣ هـ، لغوي أديب أصله تركي، رحل للعراق وقرأ على أبي علي الفارسي وأبي سعيد السيرافي. وصافر للحجاز ثم رجع لبلاده، ووضع الصحاح والمقدمة في النحو وكتاب في العروض. له ترجمة في: معجم الأدباء ٦/ ١٥١، يتيمة الدهر للثعالبي ٤/ ٣٧٣، لسان الميزان ١/ ٤٠٠، النجوم الزاهرة ٤/ ٢٠٧، نزهة الألبا للأنباري ٤١٨، إنباه الرواة للقفطي ١/ ١٩٤، طبقات النحاة واللغويين لابن شهبة ٢١٥، مرآة الجنان ٢/ ٤٤٦، شذرات الذهب ٣/ ١٤١، بغية الوعاة للسيوطي ١٩٥، مفتاح السعادة ١/ ١٠٠، روضات الجنات ١١٠، ومعجم المؤلفين ٢/ ٢٦٧.
(٣) الصحاح في اللغة صنفه الجوهري وجعل فيه ٢٨ باباً في كل باب ٢٨ فصلاً، طبع أول مرة الجزء الأول في ألمانيا سنة ١٧٧٤، ثم طبع كاملاً بإيران سنة ١٨٥٣ م، ثم في القاهرة سنة ١٨٦٥ م. (المعجم الإسلامي ٣/ ٢٥٢).
(٤) [البقرة: ١٤٣].
(٥) سقط من "أ، د" المذمومين.

<<  <  ج: ص:  >  >>