للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

احتجوا: بأن نعلم من عادتهم أنهم لا يجمعون لما لم يقطعوا بصحته.

وجوابه: منع العادة إذ أجمعوا لخبر عبد الرحمن (١).

يا- قال بعض الزيدية (٢): بقاء النقل مع توفر الدواعي على إبطاله يدل على صحته، كخبر الغدير (٣) والمنزلة (٤)، فإنه سلم نقلهما في زمان بني أمية وهو باطل، إذ الأحاد قد تشتهر بحيث يعجز العدو عن إخفائها، ولأن صوارف بني أمية عارضتها دواعي الشيعة كيف؛ والممنوع يشتد داعيه بالمنع.

يب- قال كثير من الفقهاء والمتكلمين: تمسك بعض الأمة بالخبر وتأويل الباقي اتفاق على قبوله وصدقه وهو ضعيف. إذ خبر الواحد مقبول.

فإن قلتَ: ذلك في العمليات والمسألة علمية (٥).

قلتُ: مَن أوَّلَ طعن فيه بأنه من الآحاد كيف؟ وعدم الطعن لا يفيد الصحة.


(١) وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: (سُنوا بهم سنة أهل الكتاب) تقدم تخريجه في ص ١/ ٢٨٠.
(٢) هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي إحدى فرق الشيعة، وافترقت الزيدية الى فرقٍ متعددة. انظر الملل والنحل للشهرستاني ١/ ٥٤، الفرق بين الفرق ١٨، مقالات الإسلاميين للأشعري ٦١، المواقف ٦٢٨، الحور العين ١٥٥، مرآة الجنان ١/ ٢٥٧، تاريخ المذاهب الإسلامية لأبي زهرة ١/ ٥٠.
(٣) خبر الغدير: حديث طويل عن زيد بن أرقم وفيه: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا فينا خطيبًا بماء يدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكَّر. ثم قال أما بعد: ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي، فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور: فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغَّبَ فيه. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له: من أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. (واللفظ لمسلم ٧/ ١٢٢). وانظر فيض القدير ٢/ ١٧٥. وانظر فتح الباري ٧/ ٧٤ ومسند أحمد.
(٤) خبر المنزلة: أخرجه البخاري ومسلم وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص. واللفظ لمسلم أنَّه قال: خلَّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنَّه لا نبي بعدي، انظر صحيح مسلم ٧/ ١٢٠، وفتح الباري ٧/ ٧٤، وقد استوعب ابن عساكر الحديث في ترجمة علي وذكر جميع طرقه.
(٥) في "ب" (عملية) بدل (علمية).

<<  <  ج: ص:  >  >>