للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤمن لا يخطئ" (١). ترك العمل به في العامي، إذ لا يستند ظنه (٢) إلى وجهٍ صحيح ولا يعارض قول النافي (٣)، لأن المثبت راجح على النافي لما بينا في التراجيح، ولأن قول النافي قد يكون لعدم ظن الوجود وظن (٤) المثبت إنما يكون لظن الوجود.

ب- ثبت الحكم في كذا فيثبت هنا لقوله تعالى: {فَاعْتَبِرُوا} (٥) وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} (٦). ولأنه عليه الصلاة والسلام: "شبه (٧) القبلة بالمضمضة" (٨). فيجب علينا تشبيه الحكم بالحكم لقوله تعالى: {فَاتَّبِعُوهُ} (٩).


(١) لم أجده بهذا اللفظ والغالب على الظن أنه ليس حديثاً بل قواعد الشرع على خلافه، بل الخطأ قد وقع لعظام المؤمنين، وقد وقع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمور لامه الله عليها ونزل الوحي بالتنبيه عليها، وورد في كتاب الله العزيز: {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} وورد: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}.
وأما إذا كان المراد بالظن "التوسم والفراسة" ورد في أحاديث اختلف في صحتها علماً بأن لفظ: "لا يخطئ" لم يرد ويستحيل أن يرد في حديث صحيح لمنافاته لأصول الشريعة ومما ورد. ما رواه الطبراني والترمذي من حديث أبي أمامة وأخرجه الترمذي أيضاً من حديث أبي سعيد، واستغربه ابن الديبع في تمييز الطيب من الخبيث بلفظ: (اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) وروى الطبراني والبزار وأبو نعيم بسند حسن عن أنس (إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم).
وقال النجم الغزي في كتابه إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن، رواه البخاري في التاريخ والترمذي والعسكري والخطيب وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد. وزاد ثم قرأ: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} (على ما في كشف الخفا ١/ ٤٢، جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٦١).
(٢) سقط من "ب" ظنه.
(٣) هنا نهاية نسخ "د".
(٤) في "ب، جـ" (قول) بدل (ظن).
(٥) [الحشر: ٢].
(٦) [النحل: ٩٠].
(٧) في "أ، هـ" شبه في الحكم فيجب علينا اتباعه، والعبارتين بمعنى واحد.
(٨) تقدم تخريج الحديث في صفحة (٢/ ١٦٥) من هذا الكتاب.
(٩) [الأنعام: ١٥٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>