للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- قول الله تعالى: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" (١) فالله (٢) تعالى ألزم طاعة أولي الأمر وأوجب قبول قولهم والاتباع لرأيهم والانقياد لحكمهم، ولا إجماع بدون رأي أولي الأمر إذا كانوا من أهل الإجماع. فيجب القول بكون الإجماع واجب العمل لامحالة.

- ومنها قوله تعالى: "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول" (٣) أي إلى كتاب الله وسنة الرسول عليه السلام. فالله (٤) تعالى أمر بالرد إليهما، عند التنازع، لارتفاع التنازع (٥) ووجود الاتفاق والإجماع بينهم (٦). [و] لولا أن العمل بالإجماع (٧) واجب، وأن حكمه حكم الكتاب والسنة، لم يكن للأمر بالرد إليهما عند التنازع، لارتفاع التنازع وحصول الاتفاق والإجماع، معنى وفائدة (٨).

- ومنها قوله تعالى: "ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم" (٩) - فالله (١٠) تعالى أخبر أن العلم يحصل بالاستنباط للمستنبطين، والاستنباط هو الاستخراج (١١) بطريق الرأي والاجتهاد، وفي


(١) سورة النساء: ٥٩ - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.
(٢) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "الله".
(٣) سورة النساء: ٥٩ وقد تقدمت في الهامش ١.
(٤) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "والله".
(٥) "لارتفاع التنازع" ليست في ب.
(٦) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: بينهما".
(٧) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "لولا أن الإجماع"
(٨) "وفائدة" من أ.
(٩) سورة النساء: ٨٣ - {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}.
(١٠) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "الله".
(١١) في ب: "الإخراج".