للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ في العربية أياما على: سليمان بن عبد القوي، ثم أخذ "كتاب سيبويه" فتأمله ففهمه.

أقبل على تفسير القرآن الكريم، فبرز فيه، وأحكم أصول الفقه، والفرائض، والحساب والجبر والمقابلة، وغير ذلك من العلوم، ونظر في علم الكلام والفلسفة، وبرز في ذلك على أهله، ورد على رؤسائهم وأكابرهم، ومهر في هذِه الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، وله دون العشرين سنة، وأفتى من قبل العشرين أيضا، وأمده اللَّه بكثرة الكتب وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، وبطء النسيان، حتى قال غير واحد: إنه لم يكن يحفظ شيئا فينساه.

ثم شرع في الجمع والتصنيف من العشرين ولم يزل في علو وازدياد في العلم والقدر إلى آخر عمره.

قال الذهبي: كان من بحور العلم ومن الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد والشجعان الكبار والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف.

وقد امتحن وأوذي مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين، وبها توفي.

ثم قال: وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لأجلها وهي مغمورة في بحر علمه، فاللَّه تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله، وكل أحد من الأمة فيؤخذ من قوله ويترك.

توفى سحر ليلة الاثنين العشرين من القعدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (١).


(١) "تذكرة الحفاظ" ٤/ ١٩٢، "ذيل طبقات الحنابلة" ٤/ ٤٩١، "المقصد الأرشد" ١/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>