للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذِه الأمور وضارع الحرام البأس الشديد، وقد جعل اللَّه عز وجل عنه مندوحة وسعة من أشربة كثيرة طيبة ليس في الأنفس منها حاجة، الماء العذب الفرات واللبن والعسل والسويق، فمن ينتبذ نبيذا فلا ينتبذه إلا في أسقية الأدم، التي لا زفت فيها؛ فإنه بلغنا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نهى عن نبيذ الجر والدباء والظروف المزفتة (١)، وكان يقول: "كل مسكر حرام". فاستغنوا بما أحل اللَّه عز وجل لكم عما حرم اللَّه؛ فإنا من وجدناه يشرب شيئا من هذِه بعد ما تقدمنا إليه أوجعناه عقوبة شديدة، ومن استخفى فاللَّه أشد عقوبة وأشد تنكيلا، وقد أردت بكتابي هذا اتخاذ الحجة عليكم في اليوم وفيما بعد اليوم، أسأل اللَّه عز وجل أن يزيد المهتدي منا ومنكم هدى، وأن يراجع بالمسيء منا ومنكم التوبة في يسر منه وعافية، والسلام عليكم.

"الورع" (٥٤٦)، "الأشربة" للخلال (٩٦)

قال المروذي: سألت أبا عبد اللَّه عن المسكر؟ فقال: هو عندي خمر. قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "كل مُسكر حرامٌ" عن عائشة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كل شراب أسكر فهو حرام" (٢).

عن نافع، عن ابن عُمر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كل مسكرٍ خمرٌ، وكل مسكرٍ حَرام" (٣).

"الورع" (٥٠٩ - ٥١٠)

قال الخلال: أخبرنا أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز


(١) رواه الإمام أحمد ٢/ ٢٩، ومسلم (١٩٩٧) من حديث ابن عمر.
(٢) رواه الإمام أحمد ٦/ ٩٦، والبخاري (٢٤٢)، ومسلم (٢٠٠١).
(٣) رواه الإمام أحمد ٢/ ١٦، ومسلم (٢٠٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>