للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مثلا عاليا للثبات على المبدأ ونبراسا (١) وضاء للتضحية بنفسه وماله ووقته.

وهل يخطر بباك أن المؤلف وقفت همته عند التدريس والوعظ والتأليف؟ معاذ الله! ! وكيف تقف تلك الهمة الوثابة؟ همة زعيم مصلح خطير، نشأ متحركا وعاش متحركا. ومن كان هذا دأبه فهو مؤسس جماعة، وواضع لها نظاما وقانونا يكفل بقاءها ودوامها.

[المؤلف ينشئ الجمعية الشرعية]

أن جهادا فى سبيل الله، وفى سبيل نصرة دينه، واحياء العمل بسنة حبيبه المصطفى سيد المصلحين وإمام المتقين " صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم " - يلبث زهاء (٢) عشرين عاما (من سنة ١٣١٣ إلى سنة ١٣٣١ هـ) لابد أن يحاط بسياج (٣) متين، وسور منيع يكفلان راحة من انصووا (٤) تحت راية هذا الجهاد ولا شئ أبقى لوحدة الأفراد من تكوين جماعة. وفى الحديث " ويد الله على الجماعة " أخرجه الترمذى عن ابن عباس والبزار عن سمرة بن جندب.

عنى المؤلف فى الأربعاء غرة المحرم سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف (سنة ١٣٣١ هـ) ١١ من ديسمبر سنة ١٩١٢ م بتكوين جمعية أسماها (الجمعية الشرعية: لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية) ووضع لها قانونا محكما منظما. مواده ترشد إلى عملى الدنيا والآخرة وتدعو إلى الحسنيين. وقد سارت عليه الجمعية بإشراف مجلس إدارتها تحت رياسة المؤلف زهاء ربع قرن (من سنة ١٣٣١ إلى سنة ١٣٥٢ هـ) وهى تتقدم باطراد كل عام بفضل رجالها الذين صفت نفوسهم، واعتمدوا على بارئهم فى جميع شئونهم، يفرون من الكسالى المتعطلين والخاملين فرار السليم من الأجرب، وإذا فتشت بين صفوفهم فلا ترى متسولا، ولا متسكعا بل ترى كل من انضم إلى هذه الجماعة. قد شق لنفسه طريقا فى الحياة يسلكه إلى عمل مشروع. شأن المسلمين فى صدر الإسلام، ومن بعدهم أيام عزتهم وصولتهم.


(١) (النبراس) المصباح.
(٢) (زهاء) كغراب: أى قدر.
(٣) (السياج) ككتاب: ما أحيط به على شئ.
(٤) (انضووا) أى انضموا ودخلوا.

<<  <  ج:
ص:  >  >>