للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١١) ويشترط القيام فيها للقادر عند مالك والشافعي والجمهور وأحمد في رواية (لحديث) ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة قائماً ثم يقعد فيخطب. أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والاوسط بسند رجاله ثقات (١).

(ولحديث) أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر


= (و) (إن أداء الصلاة بهذه الكيفية مناف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " صلوا كما رايتمونى أصلى" ٠١٩) وبالبداهة نعلم أنالمراد بالصلاة فى الجمعة هو ذلك الأمر المركب من ركعتى الجمعة والخطبة لما بينهما منالارتباط الوثيق، بل إن كثيراً منالعلماء اعتبروا الخطبة كأذكار الصلاة المتصلة بها كتكبيرة الإحرام والفاتحة، فاشترطوا الطهارة الكاملة للخطيب، وكذلك هو مناف لقوله صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " (*) (٢٠).
(ز) إن هذه الخطبة قد ضيعت على المصلين معظم السنن والآداب كاستقبال الحاضرين للخطيب ولحظه بالعيون وتضييع سنن الخطبة وآدابها على جمع كبير ليس بالأمر الهين فى الدين.
(وأما حكم) الصلاة السابقة فهى صحيحة لعذر المصلين فى تقليد عالمهم. أهـ. من العدد السابع عشر الصادر فى غرة ذى القعدة سنة ١٩٥٦ هـ.
(اقول) ولعل شبهة من أفتى بصحة صلاة الجمعة اعتماداً على الخطبة المذاعة فى الرادية أنه راعى القول بأن الخطبة سنة. ولكن لا يخفى ما يترتب على ترك السنة وعدم الاهتمام بشأنها من الفساد وضياع أحكام الدين حكماً بعد حكم (قال) عبد الله بن الديلمى: بلغنى أن أول ذهاب الدين ==ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة كما يذهب فى دينهم إلا نزع الله من سننهم مثلها ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة (٢) (وقال) ابو قلابة: ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف (٣) أخرج هذه الاثار الديلمى ص ٤٥ ج ١ (.اتباع السنة).
(*) أخرجه مسلم وابو داود وابن ماجه عن عائشة. انظر رقم ٢٢ ص ٣٧ فتاوى أئمة المسلمين.
(١) انظر ص ٨٩ ج ٦ الفتح الرباني. وص ١٨٧ ج ٢ مجمع الزائد (الخطبة قائماً).