للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأحاديث فى هذا كثيرة. وظاهرها أن من ترك ثلاث جمع تهاوناً، أى بلا عذر، يُطيع على قلبه ويكون من المنافقين، ولو كان الترك متفرقاً. وبه قال بعضهم، حتى لو ترك كل سنة جمعة لطبع على قلبه بعد الثالثة. ويحتمل أن يكون المراد ثلاث جمع متواليات.

(ويؤيده): (أ) حديث جابر بن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من ترك الجمعة ثلاثاً متواليات من غير ضرورة طبع الله على قلبه.

أخرجه البيهقى (١). [٢٤١]

(ب) (وقول) ابن عباس: من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الإسلام وراء ظهره. أخرجه ابو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح (٢). (١٠٠).

واعتبار الثلاث إمهال من الله تعالى للعبد ورحمة به، لعله يتوب من ذنبه، ويثوب إلى رشده، ويؤدى الجمعة ولا يتركها بلا عذر. وأما من تخلف عن حضور الجمعة لعذر من الأعذار المبيحة للتخلف عنها وعن الجماعة، كالمطر والبرد الشديد والريح وغيرها مما تقدم فى بحث " أعذار ترك الجماعة" (٣) فلا إثم عليه.


(١) ص ٢٤٧ ج ٣ سنن البيهقى (التشديد فى ترك الجمعة).
(٢) ص ١٩٣ ج ٢ مجمع الزوائد (فيمن ترك الجمعة).
(٣) تقدم بص ١١٧ ج ٣ دين. وأنها أحد عشر عذراً.