للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢ - صلاة الخسوف]

دلَّتْ أَحاديثُ الباب على أَنَّ صلآةَ الخُسُوف مأْمورٌ بها كصلاِة الكُسُوف (ولذا) قال الشافعىّ وأَحمد وإِسحاق وأَبُو ثور وأَهْل الحديث: يُسَنّ لخسُوف القمر صلاة ركعتَيْن فى جماعة فى كلِّ ركْعة ركوعان كصلاةِ كُسُوف الشمس، لما ذكر من الأَحاديث " ولحديث " حبيب ابن أَبى ثابت عن طاوُس عن ابن عباس أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فى كُسُوفِ الشَّمْس والقَمَر ثمانى رَكَعَات فى أَرْبَعِ سجداتٍ يقراُ فى كلَّ ركعةٍ. أَخرجه الدارقطنى (١) {١٣٧} وهو حديث ضَعِيف، لأَنَّ حبب بن أَبى ثابت مُدلس وقد عَنْعَن. وقد أَخْرَج أَحمد ومُلسم والثلاث حديث ابن عباس ولم يذكُرُوا فيه القَمَر.

(وروى) الحَسَن البصرىّ أَنَّ القمر كسَف وابن عباس بالْبَصْرَة، فخرج ابن عباس فَصَلَّى بنا ركْعتَيْن فى كُلِّ ركعةٍ ركعتان. ثم ركب فَخطَبنا فقال: إِنما صَلَّيْتُ كما رَأَيْتُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى، وقال: إِنما الشَّمْسُ والقَمَرُ آيتانِ من آياتِ الله لا تَخْسِفَانِ لمْوتِ أَحَدٍ ولا لحياتِهِ، فإِذا رَأَيْتُم شيئاً منها خَاسِفاً فليكُن فزعكُم إِلى الله. أَخرجه الشافعى والبيهقى (٢) {١٣٨} وإبراهيم بن مُحَمَّد شَيْخ الشَّافعىّ ضعيف. وقول الحسَن (فَخَطَبنا) يَعْنى بن عباس لا يَصِحّ، فإِن الحَسَن لم يكُن بالبصرة لما كان ابن عباس بها.


(١) ص ١٨٨ سنن الدارقطنى (صلاة الخسوف والكسوف). و (ثمانى ركعات .. إلخ) يعنى ركع ثمانى مرات، فى كل ركعة أربعة ركوعات وسجدتان.
(٢) ص ١٩٣ ج ١ بدائع المنن (خسوف القمر)، وص ٣٣٨ ج ٣ سنن البيهقى (الصلاة فى خسوف القمر)