للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغرب سَحَابةٌ مثل الترس وهَبّ لها رِيحٌ فَسُقُوا حتى كادُوا لا يبلغوا منازلهم. واسْتَسْقَى به الضَّحَّاك مرة أُخرى. ذكَرَهُ ابن قدامة (١) {٢٧}.

٦ - هدى النبى صلى الله عليه وسلم فى الاستسقاء:

قال العلامة ابن القيم: ثَبَتَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى على وُجُوه:

(أَحَدُها) يَوْمَ الجُمْعة على المنْبَر فى اَثْنَاءِ خُطْبَتِه وقال: اللَّهُمَّ أَغِثْنَا. اللَّهُمَّ اسْقِنَا. اللَّهُمَّ اسْقِنَا.

(الثانى) أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلى المصَلَّى وصَلَّى بالناس ركعَتَيْن وخَطَبَ.

(الثالث) أَنَّهُ اسْتَسْقَى على مِنْبَرِ المدينةِ اسْتِسْقَاءً مجرَّداً فى غَيْرِ يَوْم الجمعة. ولم يحْفَظْ عنه صلى الله عليه وسلم فى هذا الاسْتِسْقَاءِ صلاة.

... (الرابع) أنَّهُ اسْتسْقَى وهو جَالِسٌ في المسجد فَرَفَعَ يَدَيْهِ ودَعَا الله عَز وجل فحفظ من دعائه حينئذٍ: اللهمَّ اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً طبقاً عاجلاً غير رائِثٍ، نافعاً غير ضارّ.

(الخامس) أنه استسقَى عِنْدَ أحجار الزَّيت قريباً من الزَّوراءِ، وهي خارج باب السلام نَحْوَ قَذْفة حَجَر ينعطفُ عن يمين الخارج من المسجد.

(السادس) أنَّهُ اسْتسقَى في بعض غَزَواتِه لما سبقه المشركُون إلى الماءِ فأصَابَ المسلمين العطَشَ، فشَكَوْا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال بعضُ المنافقين: لو كَانَ نبَّياً لاسْتسقَى لقومِهِ كما استسقى مُوسَى لِقَوْمِهِ، فبلَغَ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أَوَقَدْ قالُوها؟ عَسَى


(١) ص ٢٩٥ ج ٢ مغنى (يستحب أن يستسقى بمن ظهر صلاحه) والترس بضم فسكون وجمعه تروس.