للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَقَامًا مَحْمُوداً " (١). وقوله تعالى: " تَتَجَافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِع يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلآ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِىَ لَهُمْ مِنْ قُرَّة أَعْيُنٍ " (٢)

وغيرهما من الآيات، لَكَفَاه مِزْية.

(وقد) وَرَدَ فى فَضْل قِيَامِ اللَّيل أَحَادِيثَ منها " حديث " بلال أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال: عليكُمْ بِقِيَام الليل فإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالحين قبلكُم، وقُرْبَةٌ إِلى اللهِ تَعالى، ومَنْهَاةٌ عن الإِثم، وتَكْفِيرٌ للسَّيِّئَات، ومَطْرَدَةٌ للدَّاءِ عَن الجَسَدِ. أَخرجه أَحمد والبيهقى والحاكم وقال: صَحِيحٌ على شَرْط البخارى. وفى سَنَدِه مُحمد القرشىّ، قال البخارى: ترك حديثه (٣) {١٩٨}.

(وحديث) أَبى مالك الأَشْعَرِىّ أَنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ


(١) سورة الإسراء، الآية ٧٩، أى تهجد لنعطيك يوم القيامة مقاما يحمدك فيه الخلائق وهو مقام الشافعة فى فضل القضاء (قال) أبو هريرة: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المقام المحمود، فقال: هو الشافعة. أخرجه الترمذى [١٩٦] ص ٣٨ ج ١ تيسر الوصول (سورة الإسراء).
(٢) سورة السجدة، الآيتان ١٦ و ١٧، و (تتجافى) أى ترتفع جنوبهم عن مواضع النوم لتهدهم ليلا (يدعون ربهم) أى يعبدونه (خوفاً) من وبال عقابه (وطمعاً) فى جزيل ثوابه، ويتصدقون مما أنعم الله عليهم، وسيدهم فى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله بن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه ... إذا انشق معروف من الصبح ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا ... به موقنات أن ما قال واقع ...
يبيت يجافى جنبه عن فراشه ... إذا استثقلت بالمشركين المضاجع
(وعن) أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت، ولا أّن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ: " فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ". أخرجه الشيخان والترمذى. وزاد البخارى فى رواية: وقال محمد ابن كعب: إنهم أخفوا لله عملا فأخفى لهم ثواباً، فلو قدموا عليه أقر تلك الأعين [١٩٧] ص ٣٦٥ ج ٨ فتح البارى (سورة السجدة) وص ٦٦ ج ١٧ نووى مسلم (كتاب الجنة) وص ٦ ج ٤ تحفة الأحوذى. فالآية واردة فى قيام الليل. وهو قول الجمهور.
(٣) ص ٥٠٢ ج ٢ سنن البيهقى (الترغيب فى قيام الليل) وص ٣٠٨ ج ١ مستدرك ورقم ٥٥٧٢ ص ٥٣١ ج ٤ فيض القدير. و (منهاة ومطردة) بفتح فسكون، أى حالة من شأنها النهى عن الإثم وإبعاد الداء عن الجسد وتكفير للسيئات.