للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فائدة) التوبة من الذنب صغيرا أو كبيراً فرض "لقوله" تعالى: "يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً" (١). وقوله "وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون" (٢).

وقوله: "إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب". فمرتكب الذنب جاهل وإن كان عالماً.


= ويقول مائة مرة: لا حول ولا قوة إلا بالله. ويصبح من الغد صائماً. ويصلي عند إفطاره ركعتين بفاتحة الكتاب وخمس مرات "قل هو الله أحد". ويقول: يا مقلب القلوب تقبل توبتي كما تقبلت من نبيك داود، واعصمني كما عصمت يحيي بن زكريا، وأصلحني كما أصلحت أولياءك الصالحين. اللهم إني نادم على ما فعلت فاعصمني حتى لا أعصيك. ثم يقوم نادماً فإن رأس مال التائب الندامة. فمن فعل ذلك تقبل الله توبته وقضي حوائجه ويقوم من مقامه وقد غفر الله له الذنوب كما غفر لداود، ويبعث الله إليه ألف ملك يحفظونه من إبليس وجنوده إلى أن يفارق الروح جسده. وذكر أنواعاً من الجزاء ما انزل الله بها من سلطان (قال) اليوطي في اللاليء: موضوع في إسناده مجاهيل ص ٢٣ ج ٢.
(١) سورة التحريم، الآية ٨؛ والتوبة النصوح: هي التوبة الصادقة الخالصة بأن يتوب عن الذنب فلا يعود إليه أبداً (قال) أبى بن كعب: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح، فقال: التوبة النصوح. الندم على الذنب حين يفرط منك وتستغفر الله بندامتك منه، ثم لا يعود إليه أبداً. أخرجه ابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي وضعفه [٣٥٦] ص ١٩٨ راموز الأحاديث.
(وعن) ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا يعود فيه. أخرجه احمد [٣٥٧] ص ١٩٨ راموز الأحاديث.
(هذا) وظاهر قوله صلى الله عليه وسلم لأبي (في الحديث رقم ٣٥٦): ثم لا تعود إليه أبداً، أن من شرط التوبة النصوح الاستمرار على ترك الذنب إلى الممات. وقيل: يكفي العزم على ألا يعود، فلو وقع منه ذلك الذنب بعد لا يضر في تكفير ما تقدم، لما ثبت في الصحيح: الإسلام يجب ما قبله. والتوبة تجب ما قبلها. ذكره ابن كثير [٣٥٨] ص ٤١٧ سورة التحريم.
(٢) سورة النور، الآية ٣١، وسورة النساء، الآية ١٧.
والمعنى: إنما قبول التوبة مترتب عل فضل الله تعالى للذين يرتكبون المعصية جاهلين قدر قبحها وسوء عاقبتها. وكل عاص جاهل بذلك حال ارتكاب المعصية، لأنه حينئذ مسلوب كمال العلم به، لغلبة الهوى =