للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ويشترط أيضا) عند المالكية أن القصد المستمع تعلم القراءة من القارئ أو أحكامها من إظهار وإدغام ومد وقصر وغيرها وتعلم القراءات أو تعليم القارئ " لقول " ابن عمر رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا القرآن فإذا مر بسجود القرآن، سجد وسجدنا معه. أخرجه أحمد وفى سنده عبد الله العمرى وهو ضعيف. وأخرجه الحاكم من رواية عبيد الله العمرى وهو ثقة، لذا قال على شرط الشيخين (١) {٥٤}

(ويشترط) عندهم أيضا ألا يجلس القارئ ليسمع الناس حسن قراءته. فإن جلس لذلك فلا يسجد المستمع له وإن كان هو يسجد.

(والمشهور) عند الشافعية أنه لا يشترط لسجود التلاوة قصد الاستماع، ولكنه فى حق المستمع آكد " لقول " ابن عباس: إنما السجدة على من جلس لها. أخرجه البيهقى بسند صحيح (٢) {١٧}

(فوائد) (الأولى) يشترط عند الحنفيين لسجود السامع شرطان.

(أ) أن يكون التالى أهلا للقراءة بكونه عاقلا مميزا، فلا يجب السجود على من سمعها من مجنون وطير وآلة غناء (فونوغراف) بخلاف ما لو سمعها من كافر أو جنب أو حائض أو قارئ فى المذياع (الراديو) فإنه يسجد.

(ب) وأن يكون السامع ممن تلزمه الصلاة ن فيجب السجود على جنب سمعها دون الحائض وغير المكلف والكافر.

(وقالت) المالكية: يشترط لسجود السامع مع شرطان:

(أ) أن يكون القارئ مستكملا لشروط الإمامة، بأن يكون ذكرا مسلما بالغا عاقلا، فلا يسجد المستمع لقراءة امرأة ولا كافر ولا صبى ولا مجنون، وإن طلب من القارئ غير المجنون.


(١) انظر ص ١٦٤ ج ٤ - الفتح العربى. و (يعلمنا القرآن) أى يعلمهم الأحكام والوعد والوعيد، وأخبار الماضين، وكيف يتلون القرآن.
(٢) انظر ص ٣٢٤ ج ٢ بيهقى (من قال إنما السجدة على من استمعها).