للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عذرة أو وجع في رأسه فلتأخذ قسطا هنديا فتحكه بماء ثم تسعطه إياه " أخرجه أحمد وأصحاب السنن (١) {٩٥}

وعن انس إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " أخرجه البخاري والنسائي " (٢) {٩٦}

وهو محمول على إن النبي صلى الله عليه وسلم وصف لكل مريض ما يلائمه فحيث وصف الهندي كان الاحتياج في المعالجة إلي دواء شديد الحرارة، وحيث وصف البحري كان دون ذلك في الحرارة لأن الهندي اشد حرارة من البحري (٣).

(٧) الإثمد

:

هو بكسر فسكون، حجر معروف أسود يضرب إلى الحمرة يوجد في بلاد الحجاز يكتحل به وهو دواء نافع للرمد (٤) ويستحب


(١) (انظر ص ١١٤ ج ١٠ فتح الباري ٠ السعوط بالقسط الهندي والبحري) و (يسعط) بصيغة المجهول مخففا وروى مشددا مأخوذ من السعوط وهو ما يصب في الأنف (وكيفية) التداوي به أن يدق العود ناعما ويدخل في الأنف وقيل يبل ويقطر فيه. و (يلد) بصيغة المجهول وشد الدال من لد الرجل إذا صب الدواء في أحد شقى الفم. وسكت النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمسة الباقية لعدم الاحتياج إلى تفصيلها حينئذ. ففي رواية للبخاري عن الزهري قال: بين لنا اثنين ولم يبين لنا خمسة.
(٢) (انظر ص ١١٤ ج ١٠ فتح الباري) السعوط بالقسط الهندي)
(٣) انظر ص ١١٦ ج ١٠ منه (الحجامة من الداء) وبالجملة ففي القسط منافع وفوائد عجيبة وردت في الأحاديث وتقدم بعضها. قال ابن القيم: القسط نوعان هندي وأبيض وهو الينها ومنافعها كثيرة وهما حاران يابسان ينشفان البلم قاطعان للرزكام وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردهما ومن الحمى وقطعا وجع الجنب ونفعا من السموم وإذا طلى به الوجه معجونا بالماء والعسل قلع الكلف وينفع من وجع الجنبين فأنكروه كيف وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسط يصلح للنوع البلغمى من ذات الجنب ولو أن هؤلاء الجمال وجدوا دواء منصوصا عن بعض اليهود والنصارى لنقلوه بالقبول والتسليم ولم يتوقفوا على تجربته فما بالهم ينكرون ما نص عليه سيد الأنبياء والأطباء. نعم نحن لا ننكر أن للعادة تأثيرا في الانتفاع بالدواء وعدمه فمن اعتاد دواء وغذاء كان أنفع له واوفق مما لم يعتده بل وربما لم ينتفع به من لم يعتده وكلام الأطباء وإن كان مطلقا فهو بحسب الأزمنة والأمكنة والعوائد وإذا كان التقييد بذلك لا يقدح في كلامهم ومعارفهم فكيف يقدح في كلام الصادق المصدوق ولكن نفوس البشر مركبة على الجهل والظلم إلا من أيده الله بروح افيمان ونور بصيرته بنور الهدى - انظر ص ١٧٩ ج ٣ زاد المعاد.
(٤) انظر ص ١١٤ ج ١٠ فتح الباري (السعوط بالقسط الهندي)