للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فباتوا شر ليلة وتشاورا فلم يجدوا غير انتشار الحرب ثم اصبح الناس والتقى الجيشان خارج البصرة وخرج الزبير وطلحة بين الجيشين فخرج إليهما على وقال لهما لعمرى قد اعددتما سلاحا وزجالا عن كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ألم اكن أخاكما في دينكما تحرمان دمى واحرم دمكما فهل من حدث احل ذلك؟ فقال طلحة البت على عثمان فامن على قتلة عثمان ثم ذكر الزبير بأشياء (منها) مارواه عبد الملك بن مسلم عن أبى حزم المازنى قال: شهدت عليا والزبير حين توافقا فقال له على يازبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى عليه يقول إنك تقاتلني وانت ظالم؟ قال نعم لم اذكره إلا في موقفى هذا ثم انصرف. اخرجة أبو يعلى والبيهقى (انظر ص ٢٤٠ ج ٧ - البداية لابن كثير)
(ولما) رجع الزبير رجع الناس وهم لا يشكون في الصلح وباتوا بأهنإ ليلة وبات الدخلاء باسوا حال فاما كان الغلس قاموا من غير أن يشعر بهم أحد واعملوا السلاح وثار كل قوم في وجوه أصحابهم فسال طلحة والزبير عن الخبر فقيل له ما شعرنا إلا وقوم منهم يعملون فينا السلاح. فقال: قد علمت أن طلحة والزبير غير منتهيين حتى يسفكا الدماء ونادى في الناس أن كفوا واخرجوا أم المؤمنين في هودجها لعل الله يصلح بها فجعلت تنادى البقية البقية يا بنى اذكروا الله والحساب. والغوغاء يرمون الهودج ولا يأبون إلا إقداما واشتدت حمية اهل البصرة لحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن محيص من القتال فاقتتلوا وترك الزبير القوم ورجع فتتبعه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلى بوادي السباع. وقد امسك بخطام الجمل كثير من أرباب الشجاعة والنجدة فقتل دونه السبعين من قريش وغيرهم واشتد أهل الكوفة على الجمل لانهم رأوا ان البصريين لا ينهزمون ما دام واقفا فرماه كثير منهم وكل من رماه قتل ثم عقروا الجمل وتفرقواعنه وحمل الهودج وهو مثل القنفذ من كثرة السهام وظهرت أثار الكدر على أمير المؤمنين من هذا الحادث الذى لم يكن فيه لاحد مأرب وأمر بحمل الهودج من بين القتلى وقال لمحمد بن أبى بكر انظر هل وصل على أم المؤمنين شئ من الجراحة؟ فوجدها بحمد الله سليمة لم تصب بشيء ثم جاءها على فقال: كيف أنت يا أمة؟ قالت بخير يغفر الله لك قالولك. وامر رضى الله عنه بدفن القتلى بعد ان صلى على الفريقين ثم طاف عليهم فاما =