للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عادتهن في الاتباع. وأما خروجهن في هذا الزمان فمعاذ الله أن يقول أحد من العلماء أو ممن له مروءة أو غيره في الدين بجواز ذلك. فإن دعت ضرورة للخروج فليكن ذلك على ما علم في الشرع من الستر، لا على ما علم من عادتهم الذميمة في هذا (١). (فهذا) ابن الحاج يقبح ما كان عليه نساء زماننا - القرن الرابع عشر - الكاسيات العاريات المائلات المميلات - يخرجن نائحات لاطمات كاشفات الصدور والسيقان ناشرات الشعور صابغات الأيدي والوجوه. نعوذ بالله تعالى من ذلك ونسأله تعالى السلامة والهداية.

(٦) مكروهات الجنازة: يكره فيها أمور، المذكور منها هنا سبعة: (أ) يكره لمتبع الجنازة الضحك والتحدث في أمر الدنيا ومس الميت باليد ونحوهما تبركا. وقيل: يمنعه كمس القبر أولى، وهو بدعة قبيحة.

(روى) الخلال في أخلاق أحمد بن حنبل أن على بن عبد الصمد الطيالسى مسح يده على أحمد ثم مسحها على يديه وهو ينظر فغضب شديدا وجعل ينفض يده ويقول: عمن أخذتم هذا؟ وأنكره شديدا (٢).

(ب) ويكره تحريما أن تتبع الجنازة بنار أو صوت (لحديث) أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تتبع الجنازة بنار أو صوت. أخرجه أحمد بسند فيه رجل لم يسم وبقية رجاله ثقات، وأبو داود والبيهقى بسند فيه مجهولان (٣). {٦٢١}

(وحديث) زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل يحب الصمت عند ثلاث: عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة


(١) انظر ص ٢٠٨ و ٢٠٩ ج ١ - المدخل
(٢) انظر ص ٤٠٥ ج ١ كشاف القناع
(٣) انظر ص ٢٠ ج ٨ - الفتح الربانى (النهى عن اتباع الجنازة بنار أو صياح أو نساء) وص ٣٣٦ ج ٨ - المنهل العذب المورود (النار يتبع بها الميت) وص ٣٩٤ ج ٣ بيهقى.