للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دفن ". أخرجه ابن ماجة بسند صحيح رجاله ثقات (١). {٦٤٤}

(وعن) سعد بن أبي وقاص أنه قال في مرضه الذي هلك فيه: " ألحدوا لي لحدا وانصبوا على اللبن نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ". أخرجه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجة (٢). {٦٤٥}

(وقال) مبارك بن فضالة: حدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: " لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم كان رجل يلحد وآخر يصرخ. قالوا: نستخبر ربنا فنبعث إليهما فأيهما سبق تركناه فارسل إليهما، فسبق صاحب اللحد، فلحدوا للنبي صلى الله عليه وسلم ". أخرجه ابن ماجة، ومبارك وثقه الجمهور وقد صرح بالتحديث فزالت تهمة تدليسه وباقي رجاله ثقات فالسند صحيح (٣). {٦٤٦}

(دلت) هذه الأحاديث على أن اللحد أفضل من الشق إلا أن تكون الأرض رخوة يخاف منها انهيار اللحد فيصار إلى الشق. وهو حفرة مستطيلة في وسط القبر تبنى جوانبها باللبن أو غيره يوضع فيها الميت ويسقف عليه باللبن أو الخشب أو غيرهما، ويرفع السقف قليلا بحيث لا يمس الميت. أما إذا


(١) انظر ص ٢٤٣ ج ١ - ابن ماجه (ما جاء فى الشق). و (لا تصخبوا) بصاد مهملة ساكنة وخاء معجمة أى لا ترفعوا أصواتكم بالخصام. وفى نسخة (لا تضجوا) بكسر الضاد المعجمة وشد الجيم أى لا تصيحوا (فلحد) من باب نفع ويقال الحد كأكرم.
(٢) انظر ص ٥٥ ج ٨ - الفتح الربانى (اختيار اللحد على الشق) وص ٣٣ ج ٧ نووى. وص ٢٨٣ ج ١ مجتبى (اللحد والشق) وص ٢٤٣ ج ١ - ابن ماجه (استحباب اللحد).
(٣) انظر ص ٢٤٣ ج ١ - ابن ماجه (ما جاء فى الشق). و (يلحد) كيمنع من لحد أو بضم فسكون من الحد. (ويصرخ) كيمنع يقال ضرح للميت حفر له والضريح اللحد أو الشق والثانى هو المراد للمقابلة. واللاحد كان ابو طلحة والشاق أبو عبيدة