للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢) شهيد الدنيا فقط: وهو المقتول في حرب الكفار وقد خان في الغنيمة أو قاتل رياء أو قتل مدبرا فله حكم الشهادة في الدنيا فلا يغسل ويصلى عليه عند الحنفيين، ولا يصلي عليه عند غيرهم على ما تقدم، ولا ثواب له على الشهادة في الآخرة.

(٣) شهيد الآخرة فقط: بمعنى أن له ثوابا خاصا، وهو من مات في الطاعون والغريق والمبطون وغيرهم ممن ذكروا في أحاديث (منها) حديث جابر ابن عتيك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجميع شهيدة" أخرجه مالك وأحمد وأربعة إلا الترمذي بسند صحيح (١). {٦٣}

(وحديث) أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل. قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد" أخرجه مسلم (٢). {٦٤}


(١) انظر ص ٢٤٣ و ٢٤٤ ج ٨ - المنهل المورود (فضل من مات بالطاعون) وص ٩٦ ج ٢ - ابن ماجه (ما يرجى فيه من الشهادة) وص ٦٧ ج ٢ مجتبي (آخر الجهاد) و (المطعون) من مات بالطاعون. و (الغرق) بفتح فكسر، أي الغريق، ومحل كونه شهيدا ما لم يكن ألقى بنفسه في الماء. و (ذات الجنب) القروح تصيب الإنسان داخل جنبه وينشأ عنه حمى لازمة وسعال. وقد تقدم بيانها وطريق مداواتها بالقسط والزيت. انظر ص ٤٠ ج ٧ - الدين الخالص. و (المبطون) الذي يموت بمرض البطن كإسهال أو استسقاء. و (المرأة تموت بجمع) بتثليت الجيم والضم أشهر: هي التي ماتت وفي بطنها ولدها أو ماتت عند الولادة أو التي تموت بكرا. وجمع بمعنى مجموع، أي أنها ماتت مع شيء فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة.
(٢) انظر ص ٦٢ ج ٣ نووي (بيان الشهداء). و (في سبيل الله) أي طاعته كصلاة وذكر وقراءة قرآن ودراسة علم.