للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنما كره صوم الدهر لما فيه من المشقة والضعف وشبه التبتل المنهي عنه (١).

(٧) وصال الصوم- الوصال هو صوم يومين فأكثر بلا فطر بينهما قصداً- فليس منه الإمساك عن الفطر بلا قصد- وهو منهي عنه (لحديث) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والوصال- قالها ثلاث مرار- قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: "إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون" أخرجه مالك وأحمد والشيخان والبيهقي (٢) {٩١}

... (وعن) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تواصلوا قالوا: يا رسول الله إنك تواصلُ، قال: "إني لست مثلكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" فلم ينتهوا عن الوصال، فواصل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يومين وليلتين ثم رأوا الهلال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو تأخر الهلال لزدتكم، كالمنكل بهم" أخرجه أحمد وكذا الشيخان والبيهقي بلفظ: نهى صلى الله عليه وسلم عن الوصال (الحديث) (٣) {٩٢}


(١) انظر ص ٩٩ ج ٣ - مغنى ابن قدامة.
(٢) انظر ص ١٠٩ ج ٢ - زرقاني الموطأ (النهي عن الوصال) وص ٧٩ ج ١٠ - الفتح الرباني وص ١٤٨ ج ٤ فتح الباري (التنكيل لمن أكثر الوصال) وص ٢١٢ و ٢١٣ ج ٧ نووي وص ٢٨٢ ج ٤ بيهقي و (يطعمني ربي ويسقيني) أي يجعله الله تعالى في قوة الطاعم الشارب (وقيل) وعلى ظاهره وأنه يطعم من طعام الجنة كرامة له. والصحيح الأول، لأنه لو أكل حقيقة لم يكن مواصلاً (ويؤيده) قوله في حديث ابن عمر رقم ٩٣ - إني أظل أطعم يقال ظل يفعل كذا إذا عمله في النهار دون الليل. ولا يجوز أن يكون أكلا حقيقياً في النهار (فاكلفوا) - بهمزة وصل وسكون الكاف وفتح اللام- من كلفت بهذا الأمر من باب تعب أي تكلفوا من العمل ما تطيقونه.
(٣) انظر ص ٨٣ ج ١٠ - الفتح الرباني وص ١٤٧ ج ٤ فتح الباري وص ٢١٢ ج ٧ نووي وص ٢٨٢ ج ٤ بيهقي.