للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يأت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول جمعة من رجب أو أي موسم جعل لزيارة القبور، ولم يثبت أن أحداً من الصحابة أو أئمة السلف كان يخرج هو ونساؤه في هذه المواسم لزيارة الموتى. وكذا حمل الأطعمة إلى المقابر لم يعرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف الصالح، بل هو مناف للعبرة والاتعاظ مبطل لثواب الصدقة لما فيه من الرياء، ولو تصدقوا في البيوت سراً على المحتاجين لكان أرجى للقبول، وأقرب إلى الوصول ولكفوا حملها وحمل أوزارها (وقال) ابن عباس: " لعن النبي صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " أخرجه احمد والأربعة وحسنه الترمذي (١). {١٤٨}

أي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على من ذكر بالطرد عن رحمة الله تعالى، أما الزائرات فلما يكون منهن حال الزيارة من التبرج والجزع ولطم الخدود والندب والنياحة والتسخط وعدم الرضا بالقضاء والقدر. وأما المتخذون عليها المساجد فلما يكون منهم من تعظيم القبور والتشبه بعباد الأوثان. وأما المتخذون عليها السرج فلما فيه من تضييع المال بلا منفعة والمبالغة في تعظيم القبور.

... (ومن بدع رجب) صلوات غير مشروعة في أول ليلة من رجب وليلة الجمعة الأولى منه (صلاة الرغائب) وليلة النصف منه. وتقدم- في بحث الصلوات غير المشروعة- بيانها وأن ما ورد منها موضوع (٢) (ومنها) ما قيل عن ابن عباس: من صلى ليلة سبع وعشرين من رجب اثنتى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغ من صلاته قرأ فاتحة الكتاب سبع مرات وهو جالس ثم قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أربع مرات ثم أصبح


(١) تقدم رقم ١٣ ص ٩ (التحذير من إيقاد السرج على القبور).
(٢) انظر ص ١٦٣ ج ٦ - الدين الخالص.