للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى عجز عنه لا تكفيه الفدية لأن الصوم هنا بدل عن غيره. هذا ويجوز في الفدية طعام الإباحة عند الحنفيين وهو أكلتان مشبعتان (وقال) غيرهم لا يجوز بل لابد فيها من التمليك وإن قدر الشيخ أو العجوز على الصوم بعد الفدية، لزمه القضاء لأنه وجد أياماً أخر ولأن شرط وقوع الفدية خلفاً عن الصوم دوام العجز عنه (وعن) أحمد- فيمن أطعم مع يأسه ثم قدر على الصيام- روايتان (الأولى) لا يلزمه لأن ذمته قد برئت بأداء الفدية الواجبة عليه فلم يعد إلى الشغل بما برئت منه كمن كان مريضاً لا يرجي برؤه أو شيخاً لا يستمسك على الراحلة فأقام من يحج عنه ويعتمر فيجزيء عنه وإن عوفي (الثانية) يلزمه القضاء لأن الإطعام شرع لليأس وقد تبينا ذهاب اليأس فأشبه من اعتدت بالشهور عند اليأس من الحيض ثم حاضت (١).

(٦) يباح الفطر لمن أكره عليه بملجئ كالقتل أو قطع عضو.

(٧) ويباح الفطر للمجاهد لا علاء كلمة الدين ولو مقيماً إذا خاف الضعف عن الجهاد إذا استمر صائماً.

(٨ و ٩) ويباح الفطر لمن خاف الهلاك أو نقصان العقل أو الضرر من جوع أو عطش شديدين إن لم يفطر لقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" (٢)


(١) انظر ص ٨٠ ج ٣ مغنى ابن قدامة.
(٢) سورة البقرة آية ١٩٥. و (بأيديكم) الباء زائدة وقال المبرد: بأيديكم، أي بأنفسكم تعبير للبعض عن الكل. وقيل هو مثل مضروب للاستسلام يقال: ألقي فلان بيده في أمر كذا إذا استسلم. و (التهلكة) مصدر من هلك يهلك هلاكاً وتهلكه أي لا تأخذوا فيما يهلككم. قال أسلم أبو عمران: غزونا من المدينة نريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد. والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة. فحمل رجل على العدو فقال الناس: مه مه لا إله إلا الله يلقي بيده إلى التهلكة؟ فقال أبو أيوب الأنصاري: إنما نزلت هذا الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا: هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله عز وجل (وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد. فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية. أخرجه الثلاثة وصححه الترمذي والحاكم وهذا لفظ أبي داود انظر ص ٣٢٠ ج ٢ عون المعبود (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة- الجهاد).