للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله. وإن لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله وأنتم مسئولون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد انك قد بلغت وأديت ونصحت.

فقال بأصبعيه السبابة يرفعها إلى السماء وينكبها إلى الناس اللهم أشهد اللهم اشهد الهم أشهد (١). (وقال) أحمد: يخطب بعد الزوال خطبة واحدة خفيفة يفتتحها بالتكبير ويعلم الناس فيها المناسك , ثم يأمر بالآذان ويصلى الظهر مبكراً , لقول سالم بن عبد الله بن عمر: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج , فلما كان يوم عرفة جاء ابن عمر وأنا معه حين زاغت الشمس؛ فصاح عند فسطاطة أين هذا؟ فخرج إليه , فقال ابن عمر الرواح فقال: آلآن؟ قال نعم،


(١) هذا بعض حديث جابر الآتي (فأجاز) أي جاوز المزدلفة ولم يقف بها (حتى اتى) أي قارب (عرفة) فهو مجاز لقوله (فوجد القبة قد ضربت له بنمرة) فإن نمرة ليست من عرفة (فرحلت) بكسر الحاء أي جعل عليها رحل (موضوع) أي باطل (وابن ربيعة) إياس أو حارثة كان طفلا يجبو بين البيوت فأصابه حجر من هذيل من حرب كانت بين بني سعد وبني ليث. و (كلمة الله) الإيجاب والقبول وقيل كلمة التوحيد إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم (وألا يوطئن) أي لا يأذن في دخول بيوتكم أحداً تكرهون دخوله ولو امرأة أو محرما لهن (فقال) أي أشار بأصبعيه (وينكبها) من باب نصر أي يميلها إلى الناس. ويريد بذلك أن يشهد الله عليهم " فإن قيل " ليس في هذه الخطبة شئ من المناسك " قلنا " اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بفعله المناسك لأن الفعل أوضح من القول على أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول لهم أحيانا ما يلزمهم من القول ثم خص هذه الخطبة بأهم الأحكام العامة التي يحتاج الناس إليها ولا يسعهم جهلها؛ لأن اليوم يوم اجتماع. وإنما ننتهز مثل هذه الفرصة لمثل هذه الأحكام التي يراد تبليغها إلى جمهور الناس.