للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣ - البقاء - ومعناه أنه لا انتهاء لوجوده تعالى، وانه لا يلحقه عدم، لقوله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) (٢٧) الرحمن، وقوله: (كل شئ هالك إلا وجهه) (٨٨) القصص، ولأن من ثبت قدمه استحال عدمه. فهو الأزلى القديم بلا بداية والأبدى الباقى بلا نهاية (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم) (٣) الحديد.

٤ - مخالفته تعالى للحوادث - ومعناها عدم مماثلته لشئ منها لا فى الذات ولا فى الصفات ولا فى الأفعال، لقوله تعالى: (ليس كمثله شئ وهو السميع البصير) (١١) الشورى، ولأنه لو ماثل شيئا منها لكان حادثا مثلها. والحدوث مستحيل فى حق الخالق عز وجل.

٥ - قيامه تعالى بنفسه - ومعناه أنه تعالى موجود بلا موجد وغنى عن كل ما سواه، وانه متصف بصفات الكمال منزه عن صفات النقص، لقوله تعالى: (يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد) (١٥) فاطر، وقوله تعالى: (والله الغنى وأنتم الفقراء) (٣٨) محمد، ولأنه لو احتاج إلى شئ لكان حادثا وحدوثه محال لما تقدم فاحتياجه محال.

٦ - الوحدانية فى الذات والصفات والأفعال - ومعناها أن ذاته ليست مركبة، وليس لغيره ذات تشبه ذاته، وانه ليس له صفتان من جنس واحد كقدرتين وعلمين، وليس لغيره صفة كصفته، وأن الأفعال كلها خيرها وشرها اختياريها واضطراريها مخلوقة لله وحده بلا شريك ولا معين. قال الله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (١٦٣) البقرة، وقال: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (٢٢) الأنبياء، وقال: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} (٩٦) الصافات، وقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ