للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومتى وقف فهو وقت الاستواء. وحينئذ تجعل علامة على رأس الظل. فما بين العلامة وأصل العود هو المسمى فئ الزوال. وإذا أخذ الظل فى الزيادة، علم أن الشمس زالت، فتوضع علامة على رأس الزيادة. فإذا صار ظل العود مثله من العلامة - لا من العود - جاء وقت العصر.

هذا. ويستحب الإبراد بظهر الصيف (أى تأخير صلاته عن أوّل وقتها إلى أن تنكسر شدة الحر) بشرط أن يُصَلَّى قبل أن يصير الظل مثله. ويستحب تعجيل ظهر الشتاء عند الجمهور ومنهم الحنفيّون (لحديث) أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: " إذا اشتد الحر فأبرِدوا بالصلاة (وفى رواية بالظهر) فإن شدة الحر من فيح جهنم " أخرجه مالك وأحمد الشيخان (١). {١١}

(وقال) أبو خلْدة خالد بن دينار: صلى بنا أميرنا الجمعة ثم قال لأنس: كيف كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر؟ قال: " كان إذا اشتد البرد بكّر بالصلاة. وإذا اشتد الحر أبرد الصلاة " أخرجه البخارى (٢). {١٢}


(١) انظر ص ٢٥٢ ج ٢ - الفتح الربانى. وص ١٢ ج ٢ فتح البارى الإبراد (الإبراد بالظهر فى شدّة الحر) وص ١١٨ ج ٥ نووى. و (فيح جهنم) بفتح الفاء وسكون الياء: شدّة حرها وغليانها قال القاضى عياض: اختلف فى معناه. فقيل هو على ظاهره. وقيل بل هو من باب التشبيه. وتقديره إن شدة الحر تشبه نار جهنم فاحذروه واجتنبوا ضرره. والأوّل أظهر. قال النووى وهو الصواب، لأنه ظاهر الحديث ولا مانع من حملة على حقيقته. انظر ص ١٢٠ ج ٥ شرح مسلم. = ويدل له حديث: شكت النار إلى ربها فقالت: رب أكل بعض بعضاً، فأذن لها بنفسين نفس فى الشتاء ونفس فى الصيف فأشدها ما تجدون من الحر. واشد ما تجدون من الزمهرير. أخرجه البخارى عن أبى هريرة. انظر ص ٢١٠ ج ٦ فتح البارى (صفة النار - بدء الخلق).
(٢) انظر ص ٢٦٥ ج ٢ منه (إذا اشتد الحر يوم الجمعة).