للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يموت (واختلفوا) أيضا فى وجوب الاستتابة. فالهادوية توجها، وغيرهم لا يوجبها، لأنه يقتل حدّا. ولا تسقط التوبة الحدود كالزانى والسارق (واختلفوا) هل يجب القتل لترك صلاة واحدة أو أكثر؟ (قال) الجمهور: يقتل لترك صلاة واحدة. والأحاديث قاضية بذلك. والتقييد بالزيادة على واحدة لا دليل عليه. وهكذا حكم تارك ما يتوقف صحة الصلاة عليه من وضوء أو غسل أو استقبال قبلة أو ستر عورة وكل ما كان ركنا أو شرطا أهـ بتصرف (١). إذا علمت ذلك عرفت أن ترك الصلاة جريمة كبرى تفضى بمرتكبها إلى وقوع فى مهاوى العطب دنيا وأخرى. وقد ورد فى زجر تارك الصلاة أحاديث كثيرة (منها) حديث ابن عباس أنّ النبى صلى الله عليه وسلم قال: " عُرى الإسلاِم وقواعُد الدينِ ثلاثة عليهنّ أسُس الإسلاِم. من ترك واحدةً منهنّ فهو بها كافُر حلالُ الدم: شهادةُ أن لا إله إلا الله، والصلاةُ المكتوبةُ، وصوم رمضان " أخرجه أبو يعلى والديلمى بسند حسن وقال الذهبى: حديث صحيح (٢) {٧٤}

(وحديث) عبد الله بن عمرو بن العاصى أنّ النبى صلى الله عليه وسلم ذكر الصلاة يوما فقال: " من حافظ عليها كانت له نورا وبُرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة. وكان يوم القيامة مع قارونَ وفرعونَ وهامانَ وأبىِّ بنِ خلَف " أخرجه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط بسند رجاله ثقات (٣) {٧٥}


(١) انظر ص ٣٧٠ إلى ٣٧٢ ج ١ نيل الأوطار (حجة من كفر تارك الصلاة).
(٢) انظر رقم ٥٣ ص ٣٩٠ ج ٨ - الدين الخالص (التفريط فى رضمان).
(٣) انظر ص ٢٣٢ ج ٢ - الفتح الربانى. وقوله (وكان يوم القيامة مع قارون الخ) يدل على أن تركها كفر. لأن هؤلاء المذكورين أشد أهل النار عذابا. وعلى تخليد = تاركها فى النار كتخليد من جعل معهم فى العذاب فيكون هذا الحديث - مع صلاحيته للاحتجاج - مخصصا لأحاديث خروج الموحدين من النار. وقد يقال مجرد المعية لا يدل على الاستمرار والتأييد، لصدق المعنى اللغوى بلبثه معهم مدة. لكن مقام المبالغة يأبى ذلك (انظر ص ٣٣٨ ج ١ نيل الأوطار)