للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قليلا (لعرفوا) أن (دعواهم) أن الاله القديم يتوقف وجوده على كونه فى جهة من الجهات وله مكان (صريحة) فى اعتقادهم عدم وجود الله سبحانه وتعالى لأنه لا مكان له ولا جهة، مع انه كان موجودا قبل خلق الجهات والأمكنة، وكان موجودا ولا شئ معه كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وذلك من صفات الألوهية. كما أن الاحتياج الى المكان والجهة من صفات الأجسام الحادثة. (وكيف) يتوهم من عنده شائبه عقل أن وجود الاله القديم يتوقف على اتصافه ٨ بصفات المخلوق. أن هذا لمن أشنع الخبال والبهتان (والأغرب) أنهم يعتقدون أنهم سلفيون وهم كاذبون وبغيهم جاهلون.

(ومن خرافاتهم) دعواهم أن من لم يعتقد أن الله عز وجل جالس ومستقر على العرش أو فى السماء، معطل لصفات الإله (مع العلم) الضرورى أن ذلك ليس من صفات الله تعالى، بل هو ضد صفاته سبحانه وتعالى، ناف للألوهية بالكيلة كما علمت.

(وأما) السلف والخلف فانهم مجمعون على ثبوت صفات الله تعالى الواردة فى الكتاب العزيز والسنة المحمدية. وإنما خلافهم فى تفويض معنى المتشابه وهو مذهب السلف. وفى بيان معناه وهو مذهب الخلف (قال الإمام) السلفى الجليل ابن كثير فى تفسيره ما نصفه: أما قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ} (٥٤) الأعراف فلنا فى هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هنا موضوع بسطها. وإنما نسلك فى هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعى والثورى والليث ابن سعد قديما وحديثا. وهو أمراها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطليل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفى عن الله تعالى، فإن الله لا يشبهه شئ من خلقه و {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} (١١) الشورى. بل الأمر كما قاله