للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[موجبات الغسل]

- عن عائشة - رضي الله عنها - خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض اسفاره، حتى اذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش (١) انقطع عقد لي (٢)، فأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التماسه (٣) وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس الى أبي بكر فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة (٤) أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالناس وليسوا على ماء وليس معہهم ماء (٥)، قالت عائشة: فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي (٦) قد نام، فقال: حبست (٧) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، قالت عائشه فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك الا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبات تلك الليلة حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله تعالى آية {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (٨).


(١) البيداء وذات الجيش موقعان.
(٢) انقطع: ضاع، والعقد ما تتحلى به المرأة في عنقها من فضة كان أم من ذهب أم من جوهر وغيرها.
(٣) وهذا دليل على ان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم الغيب الا اذا اعلمه الله فكيف لغيره أن يعلم على اعتقاد العوام. (عالم العيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول) الآية ٢٦ - ٢٧ من سورة الجن.
(٤) وهذا لا يعد غيبة، وانما قالوا ذلك لدفع الضرر الذي نزل بهم وهو عدم تمكنهم من الصلاة.
(٥) والتيمم لم يشرع بعد.
(٦) لا حياء ولا حرج اذا نام الزوج على فخذ زوجته ولو مع بقية أهله.
(٧) قال ذلك توبيخا لها وعتابا لعدم محافظتهاعلى العقد.
(٨) سورة النساء، الآية: ٤٣.

<<  <   >  >>