للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقدم علي من اليمن ببدن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد فاطمة - رضي الله عنها - ممن حل ولبست ثيابها صبيغا (١) واكتحلت، فانكر ذلك عليها فقالت: إن أبي أمرني بهذا.

قال: فكان علي يقول بالعراق، فذهبت الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محرشا (٢) علي فاطمة للذي صنعت، مستفتيا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكلات ذلك عليها، فقال: صدقت صدقت! ماذا قلت حين فرضت الحج؟ قال: قلت: اللهم إني أهل بما أهل به رسولك. قال: فإن معي الهدي فلا تحل.

قال فكان جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن، والذي أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة.

قال: فحل الناس كلهم وقصروا إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن كان معه هدي.

[التوجه الى منى]

فلما كان يوم التروية (٣) توجهوا الى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة من شعر تضؤب له بنمرة.


(١) مصبوغا وملونا.
(٢) مغريا ذاكرا له ما يقتضي عتابها.
(٣) يوم التروية: ثامن ذي الحجة.

<<  <   >  >>