للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيها الناس: السكينة السكينة! كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد، واقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا. ثم اضطجع رسول الله حتى طلع الفجر، وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة.

ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا. فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما (١)، فلما دفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرت به ضعن (٢) يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده من الشق الآخر على وجه الفضل يصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن محسر. (٣)


(١) جميل الشكل.
(٢) جمع ضعينة وهي الجمال التي تركب عليها النساء وسميت بها النساء مجازا لكثرة ركوبهن الجمال.
(٣) خارج المزدلفة، والمزدلفة كلها موقف الا بطن محسر.

<<  <   >  >>