للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يفقّهه في الدين) (١)، ولا شكَّ أن فقه الأحكام يدخل دخولاً أوليّاً فيه، بل حثَّ ـ عليه السلام ـ على تبليغ العلم ونشره حتى يصل إلى الفقهاء (٢) فيبيِّنوا به الحلال والحرام.

ومن هذا جاء سبب اختيار تحقيق هذا الكتاب ليكون موضوعاً لنيل درجة العالمية - الماجستير - من قسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإِسلاميَّة بالمدينة النبوية، ويتمثَّل سبب الاختيار في الآتي:

* إبراز تراث هذه الأمة - محققاً منقحاً - حتى يرتبط آخرها بسلفها، وذلك بنشر مصنفات كبار الأئمة ومن بينها كتاب "شرح مشكل الوسيط".

* قيمة الكتاب العلميَّة، وسمو مكانته بين كتب الفقه عموماً وكتب الفقه الشافعي خصوصاً هو ومتنه كتاب "الوسيط". فالوسيط أحد الكتب الخمسة التي يدور عليها الفقه الشافعي، وهذا الكتاب شرح وبيان لما غَمُض وأشكل منه، مع اعتماد من جاء بعد مؤلِفه عليه.

* مكانة مؤلفه - ابن الصلاح - ورفعة شأنه، وذيوع صيته، وشهرته؛ إذ تبوأ مكانة مرموقة سامية بين علماء عصره، فقد نال علوم عصره المتنوعة، وبرع في فنون: التفسير، والحديث، والفقه، وأصوله، وعلوم العربيَّة، وغيرها. وقد شهد له العلماء بغزارة العلم، وعمق النظر، وطول الباع، وسعة


(١) صحيح البخاري - مع الفتح - كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ١/ ١٩٧ برقم (٧١)، وصحيح مسلم - مع النووي - كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة ٧/ ١٢٨.
(٢) عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (نضَّر الله امرءاً سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه، فربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربَّ حامل فقه ليس بفقيه)، جامع الترمذي كتاب العلم، باب ما جاء في الحثِّ على تبليغ السماع ٥/ ٣٤ برقم (٢٦٥٨) وقال: "حسن صحيح".

<<  <  ج: ص:  >  >>