للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذكره البخاري، ولم يصححه من حديث أبي هريرة (١)، وصححه من حديث ميمونة (٢) أم المؤمنين مختصرا، فأصل الحديث ثابت مع اختلاف في إسناده ولفظه، والله أعلم.

وبلغنا عن القاضي (٣) حسين (٤) - رحمه الله - أنه حدّ الجامد بأن يكون بحيث إذا غرف منه بيده لا ينكبس (٥) في الحال، وهذا تقريب، والله أعلم.


(١) في صحيحه: ٩/ ٥٨٥ مع الفتح في كتاب الذبائح والصيد، باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب بعد أن خرجه من رواية سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن ميمونة مرفوعاً مختصرا، قال: (قيل لسفيان: فإن معمرا يحدّثه عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة، قال: ما سمعت الزهري يقول إلا عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولقد سمعته منه مرارا).
قلت: ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - بهذا الإسناد رواه أبو داود: ٤/ ١٨١ في كتاب الأطعمة، باب في الفأرة تقع في السمن، والترمذي: ٤/ ٢٢٦ في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الفأرة تموت في السمن، وأحمد: ٢/ ٢٤٢، ٢٣٣، وعبد الرزاق: ١/ ٨٤، وابن أبي شيبة: ٨/ ٢٨٠، وابن حبان: ٤/ ٢٣٧، والدارقطني في العلل: ٧/ ٢٨٧، وابن حزم في المحلى: ١/ ١٤٠ - ١٤١، والبيهقي: ٩/ ٥٩٣ به.
قال الترمذي: وهو حديث غير محفوظ، وسمعت البخاري يقول: وحديث معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة، هذا خطأ أخطأ فيه معمر، والصحيح حديث الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس عن ميمونة، وكذا قال أبو حاتم والدارقطني وغيرهم كما في الفتح: ١/ ٤١٠ و٩/ ٥٨٥ - ٥٨٦، ونقل عن الذهلي أنه قال في "الزهريات" الطريقان عندنا محفوظان لكن طريق ابن عباس عن ميمونة أشهر، وهذا قال ابن حبان، والله أعلم.
(٢) هي ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة ستّ، وقيل: سنة سبع، وروي لها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ستة وأربعون حديثا، ماتت بسرف قرب مكة. انظر: طبقات ابن سعد: ٨/ ١٣٢، الاستيعاب: ٤/ ٤٠٤ - ٤٠٨، تهذيب الأسماء واللغات: ٢/ ٣٥٥ - ٣٥٦، الإصابة: ٤/ ٤١١ - ٤١٣.
(٣) نهاية ٢/ ١٤٤/ ب.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) في (أ): (فلا ينكبس).